العبادة لا تصح الا بما نعلمه دون ما لا نعلمه، فانما كان يدل لو ثبت ان
__________________
وتوهم بعض الاصحاب من كلام المصنف هذا ، انه ينكر جواز العمل بالخبر المظنون ، ويدعي افادة الاخبار المروية في التهذيب ، و الاستبصار ، والكافي ، والفقيه وأمثالها العلم القطعي ، وعاضده بأن الطائفة اعتمدوا في الاصول التي يشترط فيها العلم على أخبار الاحاد المذكورة ، وفيه مافيه، لانه ينافي سابق كلامه ولاحقه .
وأما اعتماد الاصحاب على أخبار الاحاد في الاصول فغير معلوم ، وما ظاهره ذلك مأول . مثلا قد روي ان زرارة (۱) بعث ابنه عبيداً (۲) بعد وفات أبي عبد الله ليعرف الخبر.
وقد روى الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة عن الرضا عليهالسلام انه قال : ان زرارة كان يعرف أمر أبي عليهالسلام ونص أبيه عليه، وانما بعث ليتعرف من أبي عليهالسلام هل يجوز له أن يرفع التقية في اظهار أمره ونص أبيه عليه ، وانه لما أبطأ عنه ابنه طولب باظهار قوله في أبي عليهالسلام ، فلم يحب أن يقدم على ذلك دون أمره ، فرفع المصحف وقال : اللهم ان امامي من اثبت هذا المصحف امامتة من ولد جعفر بن محمد صلىاللهعليهوآله (۳).
__________________
(۱) قال ابن النديم زرارة لقب ، واسمه عبد ربه بن أعين بن سنبس ، أبو على أكبر رجال الشيعة فقهاً وحديثاً ومعرفة بالكلام والتشيع . وقال النجاشي: شيخ أصحابنا فی زمانه ومتقدمهم ، وكان قارئاً فقيهاً متكلماً شاعراً أديباً ، اجتمعت فيه خلال الفضل والدين صادقاً فيما يرويه مات سنة ( ١٥٠ هـ .) .
(۲) قال النجاشي عبيد بن زرارة بن أعين الشيباني . روى عن أبي عبد الله عليهالسلام ثقة ثقة ، عين ، لاليس فيه ولاشك .
(۳) كمال الدين وتمام النعمة ١ : ٧٥ .