خلاف ما هو به (۱) . ألا ترى (۲) ان القائل اذا قال: ليس زيد قاعداً وهو قاعد، يكون خبره كذباً وان لم يكن قد أخبر بصفة تخالف كونه قاعداً ، فعلم ان الحد بما ذكرناه أولى، لانه أعم .
وعلى هذا التحرير يكون قول القائل : محمد بن عبدالله صلىاللهعليهوآله ومسيلمة صادقان أو كاذبان ، ينبغي أن يكون كذباً، لانه في الحالين جميعاً ليس مخبره على ما تناوله الخبر، لانه ان أخبر عنهما بالصدق، فأحدهما كاذب، وان أخبر عنهما بالكذب فأحدهما صادق. فعلى الوجهين جميعاً يكون الخبر كذباً .
وهذا أولى مما قاله أبوهاشم من ان تقدير هذا الكلام تقدير خبرين، أحدهما يكون صدقاً، والآخر يكون كذباً، لان ظاهر ذلك انه خبر واحد (۳) فتقدير كون الخبرين فيه ترك الظاهر ، وليس
____________________________________________
(۱) قوله ( متناولا للشيء على خلاف ما هو به ) المراد بالشيء المحكوم عليه، والجار في قوله على خلاف تتعلق بالتناول ، وضمير هو هنا للشيء، وضمیر به لما ولا اختلاف بينه وبين أن يكون مخبره على خلاف ما هو بـه، بأن يكون ضمير هو راجعاً الى الخبر في التعبير.
(۲) قوله (ألا ترى الخ) هذا بناء على ان الخلافين عند المتكلمين، هما وجوديان ليسا بمثلين ولا ضدين ، وسلب القعود ليس وجودياً ، والمراد بالخلاف هنا ما يعم الضد
(۳) قوله (لان ظاهر ذلك انه خبر واحد) لا ينافي ذلك انحلاله الى خبرين والالكان نحو : كل انسان ، أو كل واحد من العشرة ضاحك ، اخباراً كثيرة