بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة غافر
مكيّة
وآياتها خمس وثمانون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم) (١) الله أعلم بمراده به (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) القرآن مبتدأ
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة غافر مكيّة
إلا (الَّذِينَ يُجادِلُونَ) الآيتين. وهي خمس وثمانون آية
وتسمى سورة المؤمن ، لقوله في أثنائها (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ) وسورة الطول ، لافتتاحها به في أوصاف الباري تعالى ، واعلم أنه ورد في فضل الحواميم أحاديث كثيرة منها قوله صلىاللهعليهوسلم «الحواميم ديباج القرآن». ومنها : «لكل شيء ثمرة ، وإن ثمرة القرآن ذوات حم ، هن روضات حسان مخصبات متجاورات ، من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم». ومنها : «مثل الحواميم في القرآن ، كمثل الحبرات في الثياب». ومنها : «لكل شيء لباب ، ولباب القرآن الحواميم». ومنها : «الحواميم سبع ، وأبواب النار سبع ، جهنم والحطمة ولظى والسعير وسقر والهاوية والجحيم ، فكل حم تقف يوم القيامة على باب من هذه الأبواب فتقول : لا يدخل النار من كان يؤمن بي ويقرؤني». فتحصل أنه يقال : حواميم ، وآل حم ، وذوات حم ، خلافا لمن أنكر الأول. قوله : (مكية) أي وكذا بقية الحواميم. قوله : (إلا الذين يجادلون) الخ ، الصواب أن يقول : إلا (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ) الآيتين ، وأول الآية الثانية (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الآية ، لأن هاتين الآيتين هما المدنيتان ، خلافا لما يوهمه المفسر. قوله : (خمس وثمانون) وقيل : اثنتان وثمانون.
قوله : (حم) بسكون الميم في قراءة العامة ، وقرىء شذوذا بضم الميم وفتحها وكسرها. فالأول على أنه خبر لمحذوف. والثاني على أنه مفعول محذوف ، ومنع من الصرف للعلمية والتأنيث ، أو شبه العجمة. والثالث على أنه مبني على الكسر مبتدأ خبره محذوف ، أي هذا محله مثلا. قوله : (الله أعلم بمراده) تقدم أن هذا القول في مثل هذا الموضع أسلم ، وقيل : اسم من اسماء الله تعالى ، وقيل : مفاتيح خزائنه ، وقيل : اسم الله الأعظم ، وقيل : مفاتح السور ، وقيل : كل حرف منه يشير إلى كل اسم من اسمائه تعالى مبدوء بذلك الحرف ، فالحاء افتتاح اسمه : حميد وحليم وحكيم وهكذا ، والميم افتتاح اسمه : مالك ومجيد ومنان وهكذا ، لما روي : أن أعرابيا سأل النبي صلىاللهعليهوسلم ما حم ، فإنا لا نعرفها في لساننا؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «بدء