بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الصّافّات
مكيّة
وآياتها اثنتان وثمانون ومائة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) (١) الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء ، تنتظر ما تؤمر به (فَالزَّاجِراتِ زَجْراً) (٢) الملائكة تزجر السحاب أي تسوقه (فَالتَّالِياتِ) أي قراءة القرآن يتلونه (ذِكْراً) (٣) مصدر من معنى التاليات (إِنَّ إِلهَكُمْ) يا أهل
____________________________________
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الصافات
مكية وهي مائة واثنتان وثمانون آية
أي بالإجماع ، وسميت باسم اول كلمة منها ، من باب تسمية الشيء باسم بعضه ، على حكم عادته سبحانه وتعالى في كتابه. قوله : (وَالصَّافَّاتِ) إلخ ، والواو حرف قسم وجر ، (الصَّافَّاتِ) مقسم به مجرور ، وما بعده عطف عليه ، وقوله : (إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ) جواب القسم ، وهو المقسم عليه ، والمعنى : وحق الصافات ، وحق الزاجرات ، وحق التاليات ، وإنما خص ما ذكر ، لعظم قدرها عنده ، ولا يعكر عليه ما ورد من النهي عن الحلف بغير الله ، لأن النهي للمخلوق ، حذرا من تعظيم غير الله ، وأما هو سبحانه وتعالى ، فيقسم ببعض مخلوقاته للتعظيم ، كقوله : والشمس ، والليل ، والضحى ، والنجم وغير ذلك. قوله : (الملائكة تصف نفوسها) إلخ ، اشار بذلك إلى أن المفعول محذوف ، إن قلت : إن التاء في الصافات وما بعدها للتأنيث ، والملائكة منزهون عن الاتصاف بالأنوثة كالذكورة. أجيب : بأنها للتأنيث اللفظي ، والمنزهون عنه التأنيث المعنوي ، وقوله : (الملائكة) هو أحد أقوال في تفسير الصافات ، وقيل : المراد المجاهدون ، أو المصلون ، أو الطير تصف أجنحتها. قوله : (في العبادة) أي في مقاماتها المعلومة. قوله : (وأجنحتها في الهواء) أي ومعنى صفها بسطها. قوله : (تنتظر ما تؤمر به) أي من صعود وهبوط.
قوله : (فَالزَّاجِراتِ زَجْراً) الفاء للترتيب باعتبار الوجود الخارجي ، لأن مبدأ الصلاة الاصطفاف ، ثم يعقبه زجر النفس ، ثم يعقبه التلاوة ، وهكذا ويحتمل أنها للترتيب في المزايا ، ثم هو إما باعتبار الترقي : فالصافات ذوات فضل ، فالزاجرات أفضل ، فالتاليات أكثر فضلا. أو باعتبار التدلي : فالصافات أعلى ، ثم الزاجرات ، ثم التاليات ، وكل صحيح. قوله : (الملائكة تزجر السحاب) وقيل : المراد بهم العلماء تزجر العصاة. قوله : (مصدر من معنى التاليات) ويصح أن يكون مفعولا للتاليات ،