قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٢ ]

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٢ ]

تحمیل

حاشية الصاوى على تفسير الجلالين [ ج ٢ ]

469/512
*

(لِتُحْصِنَكُمْ) بالنون لله ، وبالتحتانية لداود ، وبالفوقانية للبوس (مِنْ بَأْسِكُمْ) حربكم مع أعدائكم (فَهَلْ أَنْتُمْ) يا أهل مكة (شاكِرُونَ) (٨٠) نعمي بتصديق الرسول أي اشكروني بذلك (وَ) سخرنا (لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً) وفي آية أخرى رخاء أي شديدة الهبوب وخفيفته بحسب إرادته (تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها) وهي الشام (وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ) (٨١) من ذلك علمه تعالى بأن ما يعطيه سليمان يدعوه إلى الخضوع لربه ففعله تعالى على مقتضى علمه (وَ) سخرنا (مِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) يدخلون في البحر فيخرجون منه الجواهر لسليمان (وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ) أي سوى الغوص من البناء وغيره (وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) (٨٢) من

____________________________________

تؤنث وتذكر ، وأما درع المرأة أي قميصها فهو مذكر. قوله : (وهو أول من صنعها) أي حلقا بعضها داخل في بعض ، وقبل ذلك كانوا يصنعونها من صفائح متصل بعضها ببعض. قوله : (لَكُمْ) أي يا أهل مكة. قوله : (في جملة الناس) دفع به ما يرد ، كيف تكون لأهل مكة ، مع أن صنع داود لم يكن في زمنهم؟ فأفاد أنها نعمة اتصلت بمن بعده ، إلى أن كانوا من جملتهم. قوله : (وبالفوقانية للبوس) أي لأنه بمعنى الدرع وهي تؤنث.

قوله : (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ) عبر باللام إشارة إلى أن الله ملكه الريح ، وجعلها ممتثلة لأمره ، وعبر بمع في حق داود ، لأن الجبال والطير قد صاحباه في التسبيح واشتركا معه. قوله : (أي شديدة الهبوب) الخ ، لف ونشر مرتب. قوله : (تَجْرِي بِأَمْرِهِ) حال. قوله : (إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها) أي لأنها مقره ، فكان ينتقل منها ويرجع إليها ، قال وهب : كان سليمان عليه الصلاة والسّلام ، إذا خرج إلى مجلسه ، عكفت عليه الطيور ، وقام له الإنس والجن حيث يجلس على سريره ، وكان أمرأ غازيا ، قلما كان يقعد عن الغزو ، ولا يسمع في ناحية من الأرض بملك إلا أتاه حتى يذله ، وقال مقاتل : نسجت الشياطين لسليمان بساطا فرسخا في فرسخ ذهبا في أبرسيم ، وكان يوضع له منبر من الذهب وسط البساط ، فيقعد عليه وحوله ثلاثة آلاف كرسي من ذهب وفضة ، يقعد الأنبياء على كراسي الذهب ، والعلماء على كراسي الفضة ، وحولهم الناس ، وحول الناس الجن والشياطين ، وتظله الطير بأجنحتها حتى لا يقع عليه شمس ، ويرفع ريح الصبا البساط مسيرة شهر من الصباح إلى الرواح ، وقال الحسن : لما شغلت نبي الله سليمان الخيل ، حتى فاتته صلاة العصر ، غضب لله فعقر الخيل ، فأبدله الله مكانها خيرا منها ، وأسرعت الريح تجري بأمره كيف شاء ، فكان يغدو من إيليا فيقيل باصطخر ، ثم يروح منها فيكون رواحها ببابل ، وهكذا غدوها شهر ورواحها شهر ، حتى ملك الأرض مشرقا ومغربا ، ملك سلطنة وحكم ، وأما رسالته فكانت لبني إسرائيل.

قوله : (وَمِنَ الشَّياطِينِ) أي الكفار منهم. قوله : (وغيره) أي كالنورة والطاحون والقوارير والصابون ، فإن ذلك من استخراجاتهم. قوله : (لأنهم كانوا إذا فرغوا من عمل) الخ ، قيل إذا بعث شيطانا مع إنسان ليعمل له عملا قال : إذا فرغ من عمله قبل الليل ، فاشغله بعمل آخر ، لئلا يفسد ما عمله ويخربه.