(إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) (٧١) ولده تعيش إلى أن تراه (قالَتْ يا وَيْلَتى) كلمة تقال عند أمر عظيم والألف مبدلة من ياء الإضافة (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ) لي تسع وتسعون سنة (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً) له مائة أو وعشرون سنة ونصبه على الحال والعامل فيه ما في ذا من الإشارة (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) (٧٢) أن يولد ولد لهرمين (قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) قدرته (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ) يا (أَهْلَ الْبَيْتِ) بيت إبراهيم (إِنَّهُ حَمِيدٌ) محمود (مَجِيدٌ) (٧٣) كريم (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ) الخوف (وَجاءَتْهُ الْبُشْرى) بالولد أخذ (يُجادِلُنا) يجادل رسلنا (فِي) شأن (قَوْمِ لُوطٍ) (٧٤) (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ) كثير الأناة (أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) (٧٥) رجاع ، فقال لهم : أتهلكون قرية فيها ثلثمائة مؤمن؟ قالوا لا قال : أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن؟ قالوا لا قال : أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا؟ قالوا لا قال : أفتهلكون قرية فيها أربعة عشر مؤمنا؟ قالوا لا قال أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد قالوا لا قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها الخ فلما أطال مجادلتهم قالوا (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) الجدال (إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) بهلاكهم (وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ
____________________________________
له قبل مجيء الملائكة : اضمم إليك ابن أخيك لوطا ، فإن العذاب نازل بقومه ، وقيل غير ذلك.
قوله : (فَبَشَّرْناها) إنما نسبت البشارة لها دونه ، لأنها كانت أشوق منه إلى الولد ، لأنه لم يأتها ولد قط بخلافه هو ، فقد أتاه إسماعيل قبل إسحاق بثلاثة عشر سنة. قوله : (بِإِسْحاقَ) ولد بعد البشارة بسنة ، فإسماعيل أسن منه بأربعة عشر سنة. قوله : (يَعْقُوبَ) بالرفع والنصب ، قراءتان سبعيتان. قوله : (كلمة تقال) أي على سبيل التعجب من مخالفة العادة لا من قدرة الله ، فإن ذلك كفر ، حاشاها منه. قوله : (عند أمر عظيم) أي خيرا كان أو شرا ، ولكن المراد هنا الخير. قوله : (والألف مبدلة من ياء الإضافة) أي فيقال في إعرابها ويلتي منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالفتحة النائبة عن الكسرة لمناسبة الألف وويلتى مضاف ، والألف مضاف إليه مبني على السكون في محل جر وترسم بالياء وتقرأ بالألف والإمالة. قوله : (وَهذا بَعْلِي) سمي الزوج بذلك ، لأن البعل هو المستعلي على غيره ، ولا شك أن الزوج مستعل على المرأة ، قائم بأمورها.
قوله : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ) هذا دعاء من الملائكة لهم. قوله : (أَهْلَ الْبَيْتِ) أشار المفسر بتقدير (يا) إلى أن أهل البيت منصوب على النداء ، ويصح أن يكون منصوبا على الاختصاص. قوله : (حَمِيدٌ) أي كثير الحمد. قوله : (مَجِيدٌ) أي عظيم شريف. قوله : (فَلَمَّا ذَهَبَ) جوابها محذوف ، قدره المفسر بقوله : (أخذ). قوله : (وَجاءَتْهُ الْبُشْرى) أي بعد الروع. قوله : (يجادل رسلنا) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف. قوله : (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ) أي فالحامل له على المجادلة حلمه ورقة قلبه ، فغرضه تأخير العذاب عنهم ، لعلهم يؤمنون ويرجعون عما هم عليه من القبائح. قوله : (كثير الإناة) أي التأني في الأمور وعدم العجلة. قوله : (أَوَّاهٌ) في تفسيره أقوال كثيرة ، تقدم بعضها في سورة براءة. قوله : (فقال لهم) هذه صورة المجادلة ، والحاصل أنه سألهم خمسة أسئلة وأجابوه عنها. قوله : (إلخ) أي إلى آخر