وهذا
(١) كما ترى ، ضرورة : أن الصيغة ما استعملت في واحد منها ، بل لم
______________________________________________________
٦ ـ الامتنان : نحو : (كُلُوا مِمَّا
رَزَقَكُمُ اللهُ.) المائدة : ٨٨ ، بالأمر يدل على الامتنان عليهم.
٧ ـ الإكرام للمأمور : نحو : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ
آمِنِينَ.) الحجر : ٤٦ ، فإن ضم السلامة والأمن عند الأمر بدخول الجنة
قرينة على الإكرام.
٨ ـ التسخير : نحو : (كُونُوا قِرَدَةً
خاسِئِينَ.) البقرة : ٦٥ ، لأن مخاطبتهم بذلك في معرض تذليلهم.
٩ ـ التعجيز : نحو : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ
مِنْ مِثْلِهِ.) البقرة : ٢٣ عجّزهم بطلب المعارضة عن الإتيان بمثله.
١٠ ـ الإهانة : نحو : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ.) الدخان : ٤٩.
١١ ـ التسوية : نحو : (فَاصْبِرُوا أَوْ لا
تَصْبِرُوا.) الطور : ١٦ ، فإنه أريد التسوية في عدم النفع بين الصبر
وعدمه ؛ إذ لا يختلف حالهم بالنسبة إلى الصبر وعدمه.
١٢ ـ الدعاء : نحو اللهم اغفر لي.
١٣ ـ التمني أو الترجي : نحو :
ألا أيها الليل
الطويل ألا انجل
|
|
بصبح وما الا
صباح منك بأمثل
|
فإن الساهر لمّا
عدّ الليل الطويل مستحيل الانجلاء ؛ يتمنى انجلاءه ، أو عدّه ممكن الانجلاء يترجى
انجلاءه ، فإن التمني يستعمل في الممتنع ، والترجي في الممكن.
١٤ ـ الاحتقار : نحو : (أَلْقُوا ما أَنْتُمْ
مُلْقُونَ.) يونس : ٨٠ ، بقرينة مقابلة سحرهم بالمعجزة.
١٥ ـ التكوين : وهو الإيجاد نحو : (كُنْ فَيَكُونُ.) الأنعام : ٧٣. انتهى مع تصرف منا.
(١) أي : هذا الذي
ذكره بعض علماء الأصول من أن لصيغة الأمر معان عديدة قد استعملت فيها «كما ترى»
غير مستقيم ، بل واضح البطلان ؛ «ضرورة : أن الصيغة ما استعملت في واحد منها» لا
على نحو الحقيقة ولا على نحو المجاز ؛ بأن يكون معنى الصيغة في (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) مثلا التهديد.
وحاصل
الكلام في المقام : أن الصيغة ـ على ما هو مختار المصنف ـ لم تستعمل في شيء من تلك المعاني ؛
بل استعملت في إنشاء الطلب. ثم يقول المصنف في توجيه ما ذكره بعض علماء الأصول :
من أن للصيغة معان عديدة قد استعملت فيها وأن هذه