للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، شهد عليه بذلك العلاّمة ابن حجر الهيتميّ المكّيّ في الفتاوي الفقهيّة، وأنّه علّل المنع بأنّ جنابه لا يتجرأ عليه إلاّ بما أذن فيه وهو الصلاة عليهوسؤال الوسيلة له قال :
وبالغ السبكي وغيره في الردّ عليه بأنّ مثل ذلك لا يحتاج لإذن خاص ألاَ ترى أنّ ابن عمر (١) كان يعتمر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد موته من غير وصيّة، وحجّ ابن الموفّـق (٢) ـ وهو في طبقة الجـنيد (٣) ـ عنه سبعين حجّـة، وخـتم ابن السراج (٤) عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أكثر من عشرة الآف ختمة، وضحّى عنه مثل ذلك (٥) . إلى آخره.
وسيرة المسلمين إلى اليوم إهداء ثواب القراءة له صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد ختم القرآن حتّى في مجالس الختم، وأدخلوا ذلك في دعاء الختمة ويقرؤن على الناس ، ولا أعرف أقوى من هذه السيرة، لكن كلّ ما ذكر لا يقطع ابن
____________________
(١) عبد الله بن عمر بن الخطّاب القرشيّ العَدَويّ، يكنّى أبا عبد الرحمن، واختلف في وفاته وولادته ومقدار عمره على عدّة أقوال منها : أنّه ولد سنة ٣ من المبعث ومات سنة ٧٣ هـ. اُسد الغابة ٣ : ٣٣٦ / ٣٠٨٢، الإصابة ٢ : ٣٤٧ / ٤٨٣٤.
(٢) علي بن الموفّق أبو حفص النيسابوري، أحد مشايخ الطريق، ذكروا له أحوال ومقامات، توفّي سنة ٢٦٥ هـ. تاريخ الاسلام ٢٠ : ١٣٩، الوافي بالوفيات ٢٢ : ١٦٥.
(٣) هو ابن محمّد بن الجنيد، أبو القاسم الخزّاز، ويقال : القواريري. وقيل : كان أبوه قواريريّاً، وأصله من نهاوند إلاّ أنّ مولده ومنشأه ببغداد، سمع بها الحديث ولقى العلماء، وصحب جماعة من الصوفيين منهم المحاسبي والسرسقطيّ، توفّي سنة ٢٩٨هـ. البداية والنهاية ١١ : ١٢١، طبقات الصوفيّة ١ : القسم الثاني ٥٧٠ / ٢٤٠.
(٤) محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله، أبو العبّاس السرّاج النيسابوري، مولى ثقيف، قدم بغداد وأقام بها دهراً طويلا، ثمّ رجع إلى نيسـابور واستقرّ بها إلى أن مات سنة ٣١١ أو ٣١٣ هـ. تاريخ بغداد ١ : ٢٤٨ / ٧٣٠، البداية والنهاية ١١ : ١٦٤.
(٥) عنه في ردّ المحتار (حاشية ابن عابدين ٣) : ١٥٣.