وقد جعل ابن زياد الغلّ في يديه وفي عنقه ورجليه، ولم يزالوا سائرين بهم على تلك الحالة إلى أن وصلوا إلى الشام (١) . انتهى موضع الحاجة.
وقال أبو الفرج الأصفهاني المرواني بعد ذكر مقتل الحسين ما لفظه : وحمل أهله أسرى (٢) .
وذكر أسماءهم، ثمّ قال : لمّا اُدخلوا على يزيد ـ لعنه الله أقبل قاتل الحسين بن عليّ يقول :
أوفر ركابي فضّة أو ذهبا |
|
فقد قتلت الملك المحجّبا |
قتلت خير الناس اُمّاً وأبا |
|
وخيرهـم إذ ينسـبون نسبا |
ووضع الرأس بين يدي يزيد لعنه الله في طست، فجعل ينكته على ثنييه بالقضيب ويقول :
نفلِّق هاماً من رجال أعزّة |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما |
انتهى (٣) .
قال الشبراوي في كتابه الاتحاف : ومن عجائب الدهر الشنيعة وحوادثه الفظيعة أن يحمل آل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على أقتاب الجمال موثّقين بالحبال والنساء مكشّفات الوجوه والرؤوس من العراق إلى أن دخلوا دمشق الشام، فاُقيموا على درج الجامع حيث يقام الأسارى والسبي، والأمر كلّه لله لا حول ولا قوة إلاّ به .
ثمّ قال : قال أبو الفضل : وبعد أن وصل الرأس الشريف إلى دمشق، وضعت في طست بين يدي يزيد، وصار يضرب ثناياه الشريفة بقضيب،
____________________
(١) الفصول المهمّة : ١٩٣.
(٢) مقاتل الطالبيّين : ١١٩.
(٣) نفس المصدر : ١١٩، وانظر مروج الذهب ٣ : ٦١.