الدنياكنزولي هذا. ونزل درجة من درج المنبر، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء وأنكر ما تكلّم به، فقامت العامّة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً حتّى سقطت عمامته، وظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها، واحتملوه إلى دار عز الدين مسلم قاضي الحنابلة، فأمر بسجنه وعزّروه بعد ذلك، فأنكر فقهاء المالكيّة والشافعيّة ما كان من تعزيره، ورفعوا الأمر إلى ملك الاُمراء سيف الدين تنكيز وكان من خيار الاُمراء وصلحائهم، فكتب إلى الملك الناصر بذلك، وكتب عقداً شرعيّاً على ابن تيميّة باُمور منكرة، منها : أنّ المطلّق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمه إلاّ طلقة واحدة. ومنها : المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف زاده الله طيباً لا يقصر الصلاة، وسوى ذلك ممّا يشبهه. وبعث العقد إلى الملك الناصر، فأمر بسجن ابن تيميّة بالقلعة، فسجن بها حتّى مات في السجن (١) . انتهى بلفظه.
ونقل الحافظ ابن حجر العسـقلاني في الدرر الكامنة أيضـاً : أنّ ابن تيميّة ذكر حديث النزول ونزل عن المنبر درجتين وقال : كنزولي هذا. فنسب إلى التجسيم (٢) . فتدبّر وراجع التنبيه الرابع المتقدّم حتّى لا يبقى لك شكّ في كفر هذا المبدع الضال المضلّ.
[شهادة ابن القيم في كتاب زاد المعاد] :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بالتجسيم والتشبيه، وقال ابن القيّم
____________________
(١) رحلة ابن بطوطة ١ : ٣١٦ - ٣١٧.
(٢) الدرر الكامنة ١ : ٩٣.