في كتاب زاد المعاد في هدى خير العباد في فضل ملابسه صلىاللهعليهوآلهوسلم : وكان إذا اعتمّ أرخى عمامته بين كتفيه كما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث، قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه (١) ...
ثم قال ابن القيّم ما لفظه : وكان شيخنا أبو العبّاس أحمد بن تيميّة يذكر في سبب الذؤابة شيئاً بديعاً، وهو أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّما اتّخذها صبيحة المنام الذي رآه في المدينة لمّا رآى ربّ العزّة تبارك وتعالى فقال : «يا محمّد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت : لا أدري. فوضع يده بين كتفي فعلمت ما بين السماء والأرض....» الحديث وهو في الترمذي (٢) ، وسئل عنه البخاري فقال : صحيح (٣) ...
قال : فمن تلك الحال أرخى الذؤابة بين كتفيه، وهذا من العلم الذي ينكره ألسنة الجهّال وقلوبهم، ولم أر هذه الفائدة في إثبات الذؤابة لغيره (٤) . انتهى، فراجع صفحة ٣٥ من الجزء الأوّل المطبوع في مصر في هذه الأيّام.
[شهادة الحافظ الشامي صاحب السيوطي] :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بحرمة السفر للزيارة، وبأنّه أتى بما لا يغسله البحار، وأنّه أنكر الأحاديث الموجودة في السنن والمسانيد،
____________________
(١) صحيح مسلم ٢ : ٩٩٠ / ٤٥٣.
(٢) سنن الترمذي ٥ : ٤٤ - ٤٧ / ٣٢٨٦ - ٣٢٨٨.
(٣) انظر المستدرك على مجموع فتاوى ابن تيميّة ٣ : ٦٧.
(٤) زاد المعاد ١ : ١٣٥ ـ ١٣٦.