فتدبّر الشهادات الآتية في الهداية الآتية بعد هذه بلا فصل حتّى تعرف ما جرّهم إليه، عامله الله بعدله.
شهادة الحافظ الشيخ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة :
هداية : فيها شهادة على ابن تيميّة بالتجسيم وبالتحيّز في ذات الله تعالى لقوله : إنّ اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقيّة، وأنّه مستو على العرش بذاته، وبالزندقة لمنعه الاستغاثة بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّه تنقيص ومنع من تعظيم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبالنفاق للتشنيعات في علي رضياللهعنه «ولا يبغض علياً إلاّ منافق» (١) بنصّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، شهد عليه بذلك الإمام الحافظ أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في أعيان أهل المائة الثامنة، رتبها على الحروف، قال في ترجمة ابن تيميّة :
وكان يتكلّم على المنبر على طريقة المفسّرين مع الفقه والحديث، فيورد في ساعة من الكتاب والسنّة والنظر ما لا يقدر أحد على أن يورده في عدّة مجالس، كأن هذه العلوم بين عينيه فيأخذ منها ما يشاء ويذر، ومن ثمّ نسب أصحابه إلى الغلو فيه، واقتضى له ذلك العجب بنفسه، حتّى زهى على أبناء جنسه، واستشعر أنّه مجتهد، فصار يردّ على صغير العلماء وكبيرهم قديمهم وحديثهم، حتّى انتهى إلى عمر فخطّأه في شيء، فبلغ ذلك الشيخ إبراهيم الرقّي فانكر عليه، فذهب إليه واعتذر واستغفر...
وقال في حق عليّ : أخطأ في سبعة عشر شيئاً، ثمّ خالف فيها نصّ
____________________
(١) تاريخ دمشق ٤٢ : ٢٨٥ / ٨٨١٧ ، كنز الفوائد ٢ : ٨٣ ، وانظر المعجم الكبير للطبراني ٢٣ : ٣٧٥ ، كنز العمّال ١١ : ٦٢٢ .