بسـم الله الـرّحمـن الـرّحـيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين، حبيبه المصطفى، وعلى أهل بيته الأئمّة الهداة، والسادة الولاة، الذين اختارهم الله حفظة لسرّه، وخزنة لعلمه، ومستودعاً لحكمته، وتراجمة لوحيه، وأركاناً لتوحيده، وشهداء على خلقه، إذ إياب الخلق إليهم، وحسابهم عليهم، وبهم ترجى الشفاعة المقبولة.
الردّ حقّ كفله الشرع والعرف، لكلّ طائفة أو فرقة، دينية أو غير دينية، عمّا تراه صحيحاً فيما تزاوله من دين تَدين به، أو عقيدة تعتقدها، أو نهج تتّبعه وتسير عليه، بما تمتلكه من حجج وبراهين وأدلة ورثتها عبر عهود زمنية من تاريخها، لتدفع بما حفظته من ذلك التراث كلّ شبهة تثار ضدّها من هنا وهناك، يثيرها أو يروّج لها أصحاب المصالح والمطامع لأهداف دنيوية، للدفاع عن حقّها المشروع.
والردّ نوعان :
ردّ هادئ يتّبع أُسلوب الحوار والنقاش في طرح الأدلّة والبراهين والحجج، لإقناع الطرف الآخر بما يحمله من آراء وتصوّرات، بهدف بناء شخصية إنسانيّة سامية، ترتقي به لينطلق نحو الكمال والسموّ.
وردّ عنيف يتبّع أُسلوب العنف والقوة، ويغلب عليه لسان الاستهزاء والسخرية، لإرغام الطرف الآخر بقبول ما يحمله من آراء وتصورات حتّى وإن كانت خاطئة.