المسعودي في مروج الذهب بقوله : طلباً لإماتة الحقّ، ومضادّة لأهله، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون (١) .
وقد استمرّ هذا الصراع الفكري بين المسلمين في القرون التي تلته، وكان موقف الشيعة فيها هو موقف الدفاع وصدّ الهجمات.
وفي القرن السادس كتب أحدهم بدون اسم كتاباً سمّاه بعض فضائح الروافض هاجم فيه الشيعة، فردّه أحد المعاصرين له وهو نصير الدين عبد الجليل القزويني بكتاب سمّاه بعض مثالب النواصب فنقض عليه كلّ ما جاء في كتابه وفنّده، واشتهر هذا الكتاب فيما بعد بكتاب النقض.
وفي القرن السابع ألّف نصير الدين الطوسي كتاب تجريد الاعتقاد للردّ على الفخر الرازي في مسألة الوجود والعدم، كما بحث فيه مواضيع اُخرى كالإمامة وغيرها.
وفي القرن الثامن ظهر ابن تيمية إلى السطح وتحدّى كلّ المذاهب، فكفّره أشخاص من عائلته ومن أعلام عصره.
وقد اهتمّ بردّ كتب المتصوّفة والشيعة على أنّهم من المبتدعة، وكان فيما كتبه ضدّ الشيعة كتاب منهاج السنّة الطافح بالبغض للإمام علي عليهالسلام وابتعاده عن المنهج الذي دعى إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فردّ عليه بعض معاصريه في كتاب سمّاه الإنصاف والانتصاف لأهل الحقّ من الإسراف.
وفي القرن التاسع هاجم الشيعة شخص آخر وهو يوسف بن مخزوم الأعور الواسطيّ في كتاب سمّاه الرسالة المعارضة في الردّ على الرافضة.
فردّ عليه الشيخ نجم الدين خضر بن محمّد الحبلرودي في كتاب
____________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٢٧٣.