على اللعنة لا يعلم حدّها وحدودها إلاّ الله (١) . انتهى.
أقول : فثبت من مجموع ما نقلناه أنّه كان من الظالمين الذين تباح لعنتهم بالعين، وأنّه مات مصرّاً على ذلك.
وأمّا قول ابن تيميّة : إنّه من جملة المغفور لهم لأنّه قد ثبت عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أوّل جيش يغزو القسطنطنيّة مغفور لهم» (٢) وأوّل جيش غزاها كان أميرهم يزيد (٣) .
فالجواب : بأنّ دخوله فيهم لو سلّم لا يمنع من خروجه منهم بدليل خاص مثل : إنشاده أبيات ابن الزبعرى وما زاده الصريح بالكفر، وأمره بقتل الحسين وخذلانه، وضربه بالقضيب ثنايا الحسين، وحمله آل الرسول سبايا على أقتاب الجمال الثابت بالتواتر.
قال السعد التفتازاني في شرح العقيدة : والحقّ أنّ رضا يزيد بقتل الحسين رضياللهعنه واستبشاره بذلك وإهانته أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ممّا تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحاداً، فنحن لا نتوقّف في شأنه بل في إيمانه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه (٤) . انتهى.
وقوله : «بل في إيمانه» أي بل لا نتوقّف في عدم إيمانه بقرينة ما بعده وما قبله.
وقال قبل هذا : واتّفقوا على جواز اللعن على من قتله أو أمر به أو أجازه أو رضي به (٥) .
____________________
(١) تحرير الشهادتين مخطوط.
(٢) تقدّم مصدره في ص : ٣٠٠.
(٣) منهاج السنّة ٤ : ٥٧٢.
(٤) شرح العقائد النسفية : ١٠٣.
(٥) نفس المصدر : ١٠٣.