الوجود كأصحاب ابن عربي وابن سبعين (١) وابن فارض (٢) يدّعون أنّهم يشاهدون الله دائماً، فإنّ عندهم مشاهدته في الدنيا والآخرة على وجه واحد (٣) .
وفي صفحة ٨٥ من الجزء الثالث منه ذكر ما لفظه : وكذلك في جنس المبتدعة الخارجين عن الكتاب والسنّة من أهل التعبّد والتصوّف، منهم طوائف من الغلاة يدّعون الإلهيّة، ودعوى ما هو فوق النبوّة، وإن كان متفلسفاً يُجَوِّز وجود نبي بعد محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كالسهروردي (٤) المقتول في
____________________
(١) عبد الحقّ بن إبراهيم بن نصر بن فتح بن سبعين، قطب الدين، أبو محمّد الأشبيلي المرسي، الرقوطي الأصل، الصوفي المشهور، من زهّاد الفلاسفة، ومن القائلين بوحدة الوجود. درس العربية والآداب في الأندلس، وانتقل إلى سبتة، وحجّ واشتهر أمره، مات بمكّة سنة ٦٦٩ هـ، كفّره كثير من الناس، ويعرف أتباعه بالسبعينيّة. العبر ٣ : ٣٢٠، تاريخ الإسلام للذهبي ٤٩ : ٢٨٣ / ٣١٣، البداية والنهاية ١٣ : ٢٦١.
(٢) أبو حفص وأبو القاسم عمر بن أبي الحسن علي بن المرشد بن علي، الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، المعروف بابن الفارض شرف الدين، قال الذهبي : كان سيّد شعراء عصره وشيخ الاتّحاديّة، حدث عن ابن عساكر، له ديوان شعر، توفّي سنة ٦٣٢ هـ. وفيات الأعيان ٣ : ٣٨٩٨ / ٥٠٠، طبقات الصوفية ٢ : ٤٩٥ / ٥٤٤.
(٣) منهاج السنّة ٢ : ٦٢٦.
(٤) أبو الفتوح يحيى بن حَنبش بن أميرك، الملقّب بشهاب الدين السهروردي، والمشهور بشيخ الإشراق، وقيل : اسمه أحمد، وقيل : كنيته اسمه، وهو أبو الفتوح، وقيل : اسمه عمر، كان من علماء عصره، قرأ الحكمة وأُصول الفقه على الشيخ مجدالدين الجيلي بمدينة مراغة، وبرع في زمانه في العلوم الحكميّة والفلسفيّة والاُصول الفقهيّة وغيرها، وكان مفرط الذكاء، فصيح العبارة، قتل في حلب أواخر سنة ٥٨٦هـ، والصحيح أنّه قتل فى سنة ٥٨٧ هـ، له مصنّفات منها : التنقيحات في أُصول الفقه، وكتاب التلويحات، كتاب الهياكل، وكتاب حكمة الإشراق. وفيات الأعيان ٥ : ٢٢٥ / ٨١٣، طبقات الصوفية ٢ : ٣١٠ / ٤٥٠، الأعلام ٨ : ١٤٠.