المالكيّة في زمانه أبو عمرو بن الحاجب (١) وشيخ الحنفيّة جمال الدين الحصيريّ (٢) ، وأقرّه على ذلك التقي السبكي فيما نقله ولده التاج (٣) .
وقال عبد الله الميَورقي : أهل السنّة من المالكيّة والشافعيّة وأكثر الحنفيّة بلسان أبي الحسن الأشعري يناضلون وبحجّته يحتجّون.
ثمّ قال : ولم يكن أبو الحسن أوّل متكلّم بلسان أهل السنّة، إنّما جرى على سنن غيره أو على نصرة مذهب معروف فزاد المذهب حجّةً وبياناً، ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهباً انفرد به، ألا ترى أنّ مذهب أهل المدينة نسب إلى مالك، ومن كان على مذهب أهل المدينة يقال له : مالكيّ، ومالك إنّما جرى على سنن من كان قبله وكان كثير الاتّباع لهم إلاّ أنّه لمّا زاد المذهب بياناً وبسطاً عُزي إليه، كذلك أبو الحسن الأشعري لا فرق، ليس له في مذهب السلف أكثر من بسطه وشرحه وتواليفه في نصرته، إلى آخره (٤) .
____________________
(١) أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الدواني ثمّ المصري، الفقيه المالكي المعروف بابن الحاجب، الملقب بجمال الدين، اشتغل بالقاهرة في صغره بالقرآن الكريم ثمّ بالفقه على مذهب الإمام مالك، ثمّ بالعربية والقراءات، وبرع بها وأتقنها غاية الإتقان، ثمّ انتقل إلى دمشق ودرس بجامعها في زاوية المالكية، وصنّف مختصراً في مذهبه، ومقدمة وجيزة في النحو، توفّي سنة ٦٤٦ هـ. وفيات الأعيان ٣ : ٢١٧ / ٤١٣ ، تاريخ الإسلام للذهبي ٤٧ : ٣١٩.
(٢) الحنفي أبو المحامد محمود بن أحمد العلامة، شيخ الحنفية بدمشق ومدرس النورية، أصله من حصير من قرى بخارى، انتهت إليه رياسة الحنفية، توفّي سنة ٦١١ أو ٦٣٦ هـ. البداية والنهاية ١٣ : ١٥٤، سير أعلام النبلاء ٢١ : ٢٣٢ و ٢٣ : ٣٩.
(٣) طبقات الشافعية الكبرى ٣ : ٣٦٦، إتحاف السادة المتقين ٢ : ٧.
(٤) عنه في طبقات الشافعية الكبرى ٣ : ٣٦٦ - ٣٦٧، إتحاف السادة المتقين ٢ : ٧.