كون الجهل مطلقا عذرا في ارتكاب المحرمات ، وان كان الاعذار ذات مراتب ، والجهالات ذات درجات.
واما ما عن بعض محققي العصر (قدسسره) من تقريب دلالتها بان قوله عليهالسلام (فقد يعذر الناس بما هو أعظم) دال على معذورية الجاهل من حيث العقوبة عند الجهل الشامل بإطلاقه للمعذورية عن العقوبة والنكال الأخروي ، فضعيف جدا لأن قوله (فقد يعذر) لا يستفاد منه الإطلاق ، لأن «قد» فيه للتقليل لا للتحقيق.
وعلى أي تقدير التمسك بها للمقام محل إشكال لأن التعليل بأنه كان غير قادر على الاحتياط يجعلها مختصة بالغافل وهو غير محل البحث. وإلغاء الخصوصية مع التفاوت الفاحش لا يمكن في المقام
١٠ ـ ومن الروايات قوله عليهالسلام كل شيء فيه حلال وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه. أقول قد صدر هذه الكبرى عنهم عليهمالسلام في عدة روايات.
منها في صحيحة عبد الله بن سنان المنقولة في أبواب ما يكتسب به عن أبي عبد الله : كل شيء يكون فيه حرام وحلال فهو لك حلال حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه
منها رواية عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر عليهالسلام المنقولة في الأطعمة المباحة بعد السؤال عن الجبن وغيره : كل ما كان فيه حلال وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه فتدعه.
منها ما رواه البرقي بسنده عن معاوية بن عمار عن رجل من أصحابنا قال كنت عند أبي جعفر فسئل رجل عن الجبن فقال : أبو جعفر عليهالسلام انه لطعام يعجبني وسأخبرك عن الجبن وغيره كل شيء فيه الحلال والحرام فهو لك حلال حتى تعلم انه حرام فتدعه بعينه و (منها) رواية عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله في الجبن قال كل شيء لك حلال حتى يجيئك شاهدان يشهدان ان فيه ميتة ، و (منها) موثقة مسعدة بن صدقة ،