سعيد بن عبد الحميد بن جعفر ثنا يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد قال : قلت : يا رسول الله المؤمن يزني؟ قال : قد يكون ذلك ، قال قلت : المؤمن يسرق؟ قال : قد يكون ذلك ، قلت : المؤمن يكذب؟ قال : لا ، قال الله (إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ).
(مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠٦) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (١٠٧) أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (١٠٨) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٠٩))
(مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ) قال ابن عباس نزلت هذه الآية في عمار وذلك أن المشركين أخذوه وأباه ياسرا وأمه سميّة وصهيبا وبلالا وخبابا وسالما فعذبوهم ، فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين وو جيء قبلها بحربة فقتلت وقتل زوجها ياسر وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام [رضي الله عنهما](١) ، وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها.
[١٢٧٣] قال قتادة : أخذ بنو المغيرة عمارا وغطوه في بئر ميمون ، وقالوا له : اكفر بمحمد فتابعهم على ذلك وقلبه كاره ، فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأن عمارا كفر فقال : «كلا إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه» فأتى عمار رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يبكي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما وراءك»؟ قال : شر يا رسول الله [إني](٢) نلت منك وذكرت آلهتهم بخير ، قال : «كيف وجدت قلبك» قال : مطمئنا بالإيمان ، فجعل النبي صلىاللهعليهوسلم ، يمسح عينيه وقال : إن عادوا لك فعد لهم بما قلت ، فنزلت هذه الآية.
قال مجاهد : نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا فكتب إليهم بعض أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن هاجروا فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا فخرجوا يريدون المدينة ، فأدركتهم قريش في الطريق [ففتنوهم](٣) [فكفروا](٤) كارهين.
وقال مقاتل : نزلت في جبر مولى عامر بن الحضرمي أكرهه سيده على الكفر فكفر مكرها ، (وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) ، ثم أسلم [جبر](٥) وحسن إسلامه وهاجر جبر مع سيده ، (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ
__________________
[١٢٧٣] ـ أخرجه الطبري ١٩٤٥ عن قتادة مرسلا ولم يذكر اللفظ المرفوع.
ـ وأخرجه الحاكم ٢ / ٣٥٧ وعبد الرزاق في «التفسير» ١٥٠٩ والطبري ٢١٩٤٦ من طريق أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه.
ـ وصححه الحاكم على شرطهما! ووافقه الذهبي! مع أن مداره على محمد بن عمار بن ياسر ، وهو مقبول ، ولم يرو له الشيخان ، لكن أصل الخبر محفوظ.
ـ فقد أخرجه الطبري ٢١٩٤٧ عن أبي مالك مرسلا.
ـ وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الطبري ٢١٩٤٤ وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي وأخرجه أيضا أبو نعيم في «الحلية» ١ / ١٤٠ عن مجاهد مرسلا.
ـ وللحديث شواهد وطرق يصح بها ، راجع «الكشاف» ٥٩٥ بتخريجي.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) سقط من المطبوع.
(٤) تصحف في المطبوع «فكروا».
(٥) في المطبوع «مولى عامر بن الحضرمي».