نصراني عبد لبعض بني الحضرمي ، يقال له جبر ، وكان يقرأ الكتب.
[١٢٧٠] وقال عبد الله بن مسلم الحضرمي كان لنا عبدان من أهل عين (١) يقال لأحدهما [يسار ، و] يكنى أبا فكيهة ، ويقال للآخر جبر ، وكانا يصنعان السيوف بمكة ، وكانا يقرآن التوراة والإنجيل فربما مرّ بهما النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهما يقرآن التوراة ، فيقف ويستمع. قال الضحاك : وكان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا آذاه الكفار يقعد إليهما ويستروح (٢) بكلامها ، فقال المشركون : إنما يتعلم محمد منهما ، فنزلت هذه الآية. قال الله تعالى تكذيبا لهم :
(لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ) ، أي يميلون ويشيرون إليه ، (أَعْجَمِيٌ) ، الأعجمي الذي لا يفصح وإن كان ينزل بالبادية ، والعجمي منسوب إلى العجم ، وإن كان فصيحا ، والأعرابي البدوي ، والعربي منسوب إلى العرب ، وإن لم يكن فصيحا ، (وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) ، فصيح وأراد باللسان القرآن ، والعرب تقول : اللغة لسان ، وروي أن الرجل الذي كانوا يشيرون إليه أسلم وحسن إسلامه.
(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ) ، لا يرشدهم الله ، (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ). ثم أخبر الله تعالى أن الكفار هم المفترون. فقال : (إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) (١٠٥) ، لا محمد صلىاللهعليهوسلم ، فإن قيل : قد قال : (إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) فما معنى قوله : (وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) ، قيل إنما يفتري الكذب أخبار عن فعلهم وهم الكاذبون نعت لازم لهم كقول الرجل لغيره كذبت وأنت كاذب أي كذبت في هذا القول ، ومن عادتك الكذب.
[١٢٧٢] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو حفص عمر بن أحمد الجوزي أنا جدي أبو بكر محمد بن عمر بن حفص ثنا أبو بكر محمد بن الفرج الأزرق [ثنا أبو زياد يزيد بن عبد الله] (٣) ثنا
__________________
[١٢٧٠] ـ مرسل. أخرجه الطبري ٢١٩٣٨ عن عبد الله بن مسلم الحضرمي.
[١٢٧١] ـ عزاه المصنف للضحاك ، وإسناده إليه أول الكتاب ، وهو مرسل.
ـ وأخرج ابن أبي حاتم كما في «الدر» ٤ / ٢٤٧ عن السدي نحوه.
ـ الخلاصة : هذه روايات عامتها مراسيل ، لكن لعل هذه الروايات تتأيد بمجموعها ، ويعلم أن لهذا الخبر أصلا ، والله أعلم.
[١٢٧٢] ـ باطل. إسناده ساقط ، فيه يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد.
ـ قال الذهبي في «الميزان» ٤ / ٤٥٦ : قال ابن عدي : روى يعلى عن عمه عبد الله بن جراد ، وزعم أن لعمه صحبة.
ـ فذكر أحاديث كثيرة منكرة ، وهو وعمه غير معروفين ، قال البخاري ، لا يكتب حديثه.
ـ وقال ابن حبان : وضعوا أحاديث له فحدث بها ولم يدر ، وقال أبو زرعة : لا يصدق.
ـ وقال الذهبي في ترجمة ابن جراد ٢ / ٤٠٠ : مجهول ، لا يصح خبره ، لأنه من رواية يعلى بن الأشدق الكذاب.
ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٣ / ٨٥ عن أبي حفص عمر بن أحمد الجوزي بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الخرائطي في «مساوئ الأخلاق» ١٣١ من طريق سعد بن عبد الحميد به.
ـ وقد تفرد يعلى بهذا الحديث ، وهو ساقط ، والمتن منكر جدا ، فهو باطل بهذا اللفظ.
ـ وأخرج مالك في «الموطأ» ٢ / ٩٩٠ عن صفوان بن سليم أنه قال : قيل لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : أيكون المؤمن جبانا؟ فقال :
نعم. فقيل له : أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال : نعم فقيل له : أيكون المؤمن كذابا؟ فقال : لا.
ـ قال ابن عبد البر : لا أحفظه مسندا من وجه ثابت ، وهو حديث حسن مرسل.
(١) في «تفسير الطبري» «عير اليمن» وفي «تفسير الشوكاني» «عين التمر».
(٢) في المطبوع «ويستريح».
(٣) سقط من المطبوع.