يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ) ، ليختبركم (١) الله بأمره إياكم بالوفاء بالعهد ، (وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) ، في الدنيا.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) ، على ملة واحدة وهي الإسلام ، (وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) ، بخذلانه إيّاهم عدلا منه ، (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) ، بتوفيقه إيّاهم فضلا منه ، (وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، يوم القيامة.
(وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٩٤) وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩٥) ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٦) مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧))
(وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً) ، خديعة وفسادا ، (بَيْنَكُمْ) ، فتغرون بها الناس فيسكنون إلى أيمانكم ويأمنون ثم تنقضونها ، (فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها) ، فتهلكوا بعد ما كنتم آمنين. والعرب تقول لكل مبتلى بعد عافية أو ساقط في ورطة بعد سلامة زلت قدمه ، (وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ، قيل : معناه سهلتم طريق نقض العهد على الناس بنقضكم العهد ، (وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ).
(وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) ، يعني لا تنقضوا عهودكم تطلبون بنقضها عرضا قليلا من الدنيا ، ولكن أوفوا بها. (إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ) ، من الثواب لكم على الوفاء بالعهد ، (خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ، فضل ما بيني العوضين ثم بين ذلك. فقال : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) ، أي (٢) الدنيا وما فيها يفنى ، (وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَ) ، قرأ أبو جعفر وابن كثير وعاصم بالنون والباقون بالياء ، (الَّذِينَ صَبَرُوا) ، على الوفاء في السراء والضراء ، (أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ).
[١٢٦٥] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي أنا أبو الحسن الطيسفوني أنا عبد الله بن عمر الجوهري ثنا أحمد بن علي الكشمهيني ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب [عن المطلب](٣) عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من أحب دنياه أضر بآخرته ، ومن
__________________
[١٢٦٥] ـ إسناده ضعيف لانقطاعه بين أبي موسى والمطلب. وفي الإسناد عمرو بن أبي عمرو ، وفيه كلام ، المطلب هو ابن عبد الله بن المطلب.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٩٣٣ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الحاكم ٤ / ٣١٩ من طريق إسماعيل بن جعفر به.
ـ وأخرجه أحمد ٤ / ٤١٢ والحاكم ٤ / ٣٠٨ وابن حبان ٧٠٩ والقضاعي ٤١٨ والبيهقي ٣ / ٣٧٠ من طريقين عن عمرو بن أبي عمرو به.
ـ وصححه الحاكم ، وتعقبه الذهبي بقوله : فيه انقطاع ، وذكره المنذري في «الترغيب» ٤٧٤٤ وقال : المطلب لم يسمع من أبي موسى.
(١) في المطبوع «يختبركم».
(٢) زيد في المخطوط «من».
(٣) زيادة عن المخطوط وكتب التخريج.