أحب آخرته أضرّ بدنياه ، فآثروا ما يبقى على ما يفنى».
قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً) ، قال سعيد بن جبير وعطاء : هي الرزق الحلال. وقال الحسن : هي القناعة. وقال مقاتل بن حيان : يعني العيش في الطاعة. قال أبو بكر الوراق : هي حلاوة الطاعة. وقال مجاهد وقتادة : هي الجنة. ورواه عوف عن الحسن. وقال : لا تطيب الحياة لأحد إلا في الجنة. (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ).
(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (٩٨) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠) وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (١٠٢))
قوله سبحانه وتعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) ، أي : إذا أردت قراءة القرآن (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) ، كقوله تعالى : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا) [المائدة : ٦] ، والاستعاذة سنة عند قراءة القرآن ، وأكثر العلماء على أن الاستعاذة قبل القراءة. وقال أبو هريرة : بعدها ولفظه أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
[١٢٦٦] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد أنا شعبة عن عمرو بن مرة سمعت عاصما عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه أنه رأى النبي صلىاللهعليهوسلم يصلي ، قال : فكبر ، فقال : «الله أكبر كبيرا ثلاث مرات ، والحمد لله كثيرا ثلاث مرات ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاث مرات ، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ولمزه ونفخه ونفثه». [قال عمرو :
__________________
[١٢٦٦] ـ حديث صحيح. إسناده لين لأجل عاصم وهو ابن عمير العنزي ، وثقه ابن حبان وحده ، وقال الحافظ : مقبول. لكن للحديث شواهد.
ـ شعبة بن الحجاج ؛ ابن جبير هو نافع.
ـ وهو في «شرح السنة» ٥٧٦ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أبو داود ٧٦٤ وابن ماجه ٨٠٧ وأحمد ٤ / ٨٥ والطيالسي ٩٤٧ وأبو يعلى ٧٣٩٨ وابن الجارود في «المنتقى» ١٨٠ وابن خزيمة ٤٦٨ وابن حبان ١٧٧٩ من طرق عن شعبة به ، وصححه الحاكم ١ / ٢٣٥ ، ووافقه الذهبي.
ـ وأخرجه أحمد ٤ / ٨٠ و ٨١ والطبراني ١٥٦٩ من طريق رجل من عنزة عن نافع بن جبير به.
ـ وأخرجه أحمد ٤ / ٨٣ وابن خزيمة ٤٦٩ من طريق عمرو بن مرة عن عباد بن عاصم عن نافع بن جبير به.
ـ وللحديث شواهد منها :
ـ حديث أبي سعيد الخدري أخرجه أبو داود ٧٧٥ والترمذي ٢٤٢ والنسائي ٢ / ١٣٢ وهو حسن.
ـ وحديث ابن مسعود عند ابن ماجة ٨٠٨ وأحمد ١ / ٤٠٤ وابن خزيمة ٤٧٢ وأبو يعلى ٤٩٩٤ و ٥٠٧٧ وصححه الحاكم ١ / ٢٠٧ ووافقه الذهبي!.
ـ وقال البوصيري : هذا إسناد ضعيف عطاء بن السائب اختلط بأخرة ، وسمع منه محمد بن فضيل بعد الاختلاط.
ـ لكن يصلح شاهدا لما تقدم.
ـ وحديث ابن عمر عند مسلم ٦٠١ وعبد الرزاق ٢٥٥٩.