لطلب الرضا وهذا الباب منسد في الآخرة على الكفار.
(وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) ، كفروا ، (الْعَذابَ) ، يعني جهنّم ، (فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا) ، يوم القيامة ، (شُرَكاءَهُمْ) ، أوثانهم ، (قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ) ، أربابا ونعبدهم ، (فَأَلْقَوْا) ، يعني الأوثان ، (إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ) ، أي : قالوا لهم ، (إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ) ، في تسميتنا آلهة ما دعوناكم إلى عبادتنا.
(وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٨٧) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ (٨٨) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩) إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠))
(وَأَلْقَوْا) ، يعني المشركين (إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ) ، استسلموا وانقادوا لحكمه فيهم ، ولم تغن عنهم آلهتهم شيئا ، (وَضَلَ) ، وزال ، (عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) من أنها تشفع لهم.
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ، منعوا الناس عن طريق الحق (زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ) ، قال عبد الله : عقارب لها أنياب أمثال النخل الطوال. وقال سعيد بن جبير : حيات أمثال البخت وعقارب أمثال البغال تلسع إحداهن اللسعة يجد صاحبها حرها (١) أربعين خريفا. وقال ابن عباس ومقاتل : يعني خمسة أنهار من صفر مذاب كالنار تسيل من تحت العرش ، يعذبون بها ثلاثة على مقدار الليل واثنان على مقدار النهار ، وقيل : إنهم يخرجون من حر النار إلى برد الزمهرير فيبادرون (٢) من شدة الزمهرير إلى النار مستغيثين بها. وقيل : يضاعف لهم العذاب. (بِما كانُوا يُفْسِدُونَ) ، في الدنيا بالكفر وصد الناس عن الإيمان.
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ، يعني نبيها لأن الأنبياء كانت تبعث إلى الأمم منها. (وَجِئْنا بِكَ) ، يا محمد ، (شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ) ، الذين بعثت إليهم (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً) ، بيانا ، (لِكُلِّ شَيْءٍ) ، يحتاج إليه من الأمر والنهي والحلال والحرام والحدود والأحكام ، (وَهُدىً) ، من الضلالة ، (وَرَحْمَةً وَبُشْرى) ، بشارة (لِلْمُسْلِمِينَ).
(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) ، بالإنصاف ، (وَالْإِحْسانِ) ، إلى الناس ، وعن ابن عباس : العدل : التوحيد والإحسان : أداء الفرائض. وعنه أيضا : الإحسان : الإخلاص في التوحيد.
[١٢٦٣] وذلك معنى قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه».
وقال مقاتل العدل التوحيد ، والإحسان : العفو عن الناس ، (وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) ، صلة الرحم ، (وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ) ، ما قبح من القول والفعل. وقال ابن عباس : الزنا ، (وَالْمُنْكَرِ) ، ما لا
__________________
[١٢٦٣] ـ هو بعض حديث سؤالات جبريل عليهالسلام ، وقد تقدم.
(١) في المطبوع «حمتها».
(٢) في المخطوط «فينادون».