عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٣٨) هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَساراً (٣٩))
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) ، أي لا يهلكون فيستريحوا كقوله عزوجل : (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ) [القصص : ١٥] ، أي قتله. وقيل : لا يقضي عليهم الموت فيموتوا ، كقوله : (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) [الزخرف : ٧٧] أي ليقض علينا الموت فنستريح ، (وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) ، من عذاب النار ، (كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) ، كافر ، قرأ أبو عمرو «يجزي» بالياء وضمها وفتح الزاي «كل» رفع على غير تسمية الفاعل ، وقرأ الآخرون بالنون وفتحها وكسر الزاي ، «كل» نصب.
(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ) ، يستغيثون ويصيحون ، (فِيها) وهم يفتعلون (١) ومن الصراخ وهو الصياح يقولون ، (رَبَّنا أَخْرِجْنا) ، منها من النار ، (نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) ، في الدنيا من الشرك والسيئات ، فيقول الله لهم توبيخا (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ) ، قيل : هو البلوغ. وقال عطاء وقتادة والكلبي : ثمان عشرة سنة. وقال الحسن : أربعون سنة. وقال ابن عباس : ستون سنة ، يروى ذلك عن علي وهو العمر الذي أعذر الله تعالى إلى ابن آدم.
[١٧٧٥] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](٢) المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عبد السلام بن مطهّر حدثنا عمر بن علي عن معن (٣) بن محمد الغفاري عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أعذر الله تعالى إلى امرئ أخر أجله حتى بلّغه ستين سنة».
[١٧٧٦] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه حدثنا
__________________
[١٧٧٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٩٢٧ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٦٤١٩ عن عبد السّلام بن مطهر بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البيهقي ٣ / ٣٧٠ من طريق معن بن محمد بهذا الإسناد.
ـ أخرجه أحمد ٢ / ٣٢٠ والبيهقي ٣ / ٣٧٠ والخطيب في «تاريخه» ١ / ٢٩٠ من طريق محمد بن عجلان.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٤٠٥ من طريق أبي معشر.
ـ وأخرجه الحاكم ٢ / ٤٢٧ من طريق الليث.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٢٧٥ والحاكم ٢ / ٤٢٧ ـ ٤٢٨ من طريق رجل من بني غفار.
ـ وأخرجه ابن حبان ٢٩٧٩ وأحمد ٢ / ٤١٧ والرامهرمزي في «الأمثال» ص ٦٤ والقضاعي ٤٢٤ والبيهقي ٣ / ٣٧٠ من طريق أبي حازم.
ـ كلهم عن سعيد المقبري به.
ـ وأخرجه الحاكم ٢ / ٤٢٧ من طريق محمد بن عبد الرحمن الغفاري عن أبي هريرة به.
[١٧٧٦] ـ إسناده حسن لأجل محمد بن عمرو فقد روى له الشيخان متابعة وهو حسن الحديث ، وصدره صحيح له شواهد.
ـ المحاربي هو عبد الرحمن بن محمد بن زياد ، أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
ـ وأخرجه الترمذي ٣٥٥٠ وابن ماجه ٤٢٣٦ والحاكم ٢ / ٤٢٧ وابن حبان ٢٩٨٠ والخطيب في «تاريخ بغداد» ٦ / ٣٩٧
(١) في المطبوع وحده «افتعال» وكذا في «الوسيط» ٣ / ٥٠٦ ، والمثبت عن المخطوطتين والطبري.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) تصحف في المطبوع «معز».