أجابوكم ، (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) [أي](١) يتبرءون منكم ومن عبادتكم إياها ، ويقولون : ما كنتم إيانا تعبدون. (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) ، يعني نفسه أي لا ينبئك أحد مثلي خبير عالم بالأشياء.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ) ، إلى فضل الله والفقير المحتاج ، (وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) ، الغني عن خلفه المحمود في إحسانه إليهم.
(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) (١٧) ، شديد.
(وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ) ، أي نفس مثقلة بذنوبها غيرها ، (إِلى حِمْلِها) ، أي حمل ما عليها من الذنوب ، (لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) ، أي ولو كان المدعو ذا قرابة له ابنه أو أباه أو أمه أو أخاه. قال ابن عباس : يلقى الأب والأم ابنه فيقول : يا بني احمل عني بعض ذنوبي ، فيقول : لا أستطيع [حمل شيء](٢) حسبي ما عليّ. (إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ) ، يخافون ، (رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) ، ولم يروه. وقال الأخفش : تأويله أي إنذارك إنما ينفع الذين يخشون ربهم بالغيب ، (وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى) ، صلح (٣) وعمل خيرا ، (فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ) ، لها ثوابه ، (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ).
(وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) (١٩) ، يعني الجاهل والعالم. وقيل : الأعمى عن الهدى والبصير بالهدى ، أي المؤمن والمشرك.
(وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (٢٠) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (٢١) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٢٢) إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ (٢٣) إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (٢٤) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (٢٥) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٢٦) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (٢٧))
(وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ) (٢٠) ، يعني الكفر والإيمان.
(وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) (٢١) ، يعني الجنة والنار ، قال ابن عباس : الحرور الريح الحارة بالليل والسموم بالنهار. وقيل : الحرور يكون بالنهار مع الشمس.
(وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ) ، يعني المؤمنين والكفار. وقيل : العلماء والجهال. (إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ) ، حتى يتعظ ويجيب ، (وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) ، يعني الكفار شبههم بالأموات في القبور حين لم يجيبوا.
(إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ) (٢٣) ، ما أنت إلّا منذر تخوّفهم بالنار.
(إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ) ، ما من أمة فيما مضى (إِلَّا خَلا) ، سلف ، (فِيها نَذِيرٌ) ، نبي منذر.
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ) ، بالكتب (وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ) ، والواضح كرر ذلك الكتاب بعد ذكر الزبر على طريق التأكيد.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «أصلح».