[أن النبي صلىاللهعليهوسلم](١) كان مستخفيا حتى نزلت هذه الآية فخرج هو وأصحابه (وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) ، نسختها آية القتال.
(إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) ، يقول الله تعالى لنبيه صلىاللهعليهوسلم : فاصدع بأمر الله ولا تخف أحدا غير الله عزوجل فإن الله كافيك من عاداك كما كفاك المستهزئين.
[١٢٤٨] وهم خمسة نفر من رؤساء قريش الوليد بن المغيرة المخزومي ، وكان رأسهم العاص بن وائل السهمي والأسود بن المطلب (٢) بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن زمعة ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد دعا عليه فقال : «اللهم أعم بصره وأثكله بولده» والأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة والحارث بن قيس بن الطلاطلة فأتى جبريل النبي صلىاللهعليهوسلم ، والمستهزءون يطوفون بالبيت فقام جبريل وقام النبي صلىاللهعليهوسلم إلى جنبه فمرّ به الوليد بن المغيرة ، فقال جبريل : يا محمد كيف تجد هذا فقال : بئس عبد (٣) الله فقال : قد كفيته وأومأ إلى ساق الوليد فمر برجل من خزاعة نبال يريش نبلا له (٤) وعليه برد يماني وهو يجر إزاره فتعلقت شظية من النبل بإزاره فمنعه الكبر أن [يطأطئ رأسه](٥) فينزعها وجعلت تضرب ساقه فخدشته فمرض منها فمات ، ومرّ به العاص بن وائل فقال جبريل كيف تجد هذا يا محمد؟ قال : «بئس عبد الله» فأشار جبريل إلى أخمص رجليه ، وقال : قد كفيته فخرج على راحلته ومعه ابنان له يتنزه فنزل شعبا من تلك الشعاب فوطئ على شبرقة (٦) فدخلت منها شوكة في أخمص رجله فقال : لدغت لدغت (٧) فطلبوا فلم يجدوا شيئا وانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير ، فمات مكانه. ومرّ به الأسود بن المطلب فقال جبريل : كيف تجد هذا؟ قال : «عبد سوء» فأشار بيده إلى عينيه ، وقال : قد كفيته ، فعمي. وقال ابن عباس رماه جبريل بورقة خضراء [فذهب بصره ووجعت عيناه](٨) فجعل يضرب برأسه الجدار حتى هلك.
وفي رواية الكلبي : أتاه جبريل وهو قاعد في أصل شجرة ومعه غلام له فجعل ينطح رأسه بالشجرة ويضرب وجهه بالشوك ، فاستغاث بغلامه فقال غلامه لا أرى أحدا يصنع بك شيئا غير نفسك حتى مات ، وهو يقول قتلني رب محمد. ومرّ به الأسود بن عبد يغوث فقال جبريل : كيف تجد هذا يا محمد؟ قال : «بئس عبد الله على أنه ابن خالي» ، فقال : قد كفيته ، وأشار إلى بطنه فاستسقى بطنه فمات حينا.
__________________
[١٢٤٨] ـ أخرجه الطبري ٢١٤١٧ عن ابن إسحاق به مع اختلاف يسير ، وهذا معضل ، وكرره ٢١٤١٩ عن سعيد بن جبير مرسلا ، وكرره ٢١٤٣٠ من مرسل قتادة وورد بنحوه عن قتادة ومقسم ، أخرجه الطبري ٢١٤٢٨.
ـ وورد بنحوه من حديث ابن عباس عند الطبراني في «الأحاديث الطوال» ٣٣ وفي «الأوسط» ٤٩٨٣ والبيهقي في «الدلائل» ٢ / ٣١٧ ـ ٣١٨.
ـ وذكره الهيثمي في «المجمع» ٧ / ٤٦ ـ ٤٧ وقال : وفيه محمد بن عبد الحكيم النيسابوري ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات.
ـ الخلاصة : هذه روايات عامتها مرسل ، والموصول ضعيف ، والمتن غريب جدا ، والله أعلم.
(١) ما بين الحاصرتين في المطبوع «قال».
(٢) زيد في المطبوع «عبد».
(٣) العبارة في المطبوع «بئس عبد عبد الله» وفي كتب التخريج «بئس عبد الله» سوى الطبري فعبارته «بئس عدو الله» في المخطوط «بئس عبدا» ليس فيه لفظ الجلالة.
(٤) في المطبوع «نباله» وهو خطأ.
(٥) ما بين الحاصرتين في المخطوط «يتطامن».
(٦) الشبرقة : نبت له شوك.
(٧) في المخطوط «لذعت».
(٨) ما بين الحاصرتين في المطبوع «فعمي فذهب ضوء بصره ورجعت».