خيرا ، ولكنها تتعظم عليّ لشرفها وتؤذيني بلسانها ، فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «أمسك عليك زوجك» [يعني زينب بنت جحش](١) ، (وَاتَّقِ اللهَ) ، في أمرها ، ثم طلقها زيد ، فذلك قوله عزوجل : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ) ، بالإسلام (وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) بالتربية والإعتاق وهو زيد بن حارثة ، (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) ، يعني زينب بنت جحش ، (وَاتَّقِ اللهَ) فيها ولا تفارقها ، (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) ، أي تسرّ في نفسك ما الله مظهره ، أي كان في قلبه لو فارقها لتزوجها.
وقال ابن عباس : حبها. وقال قتادة : ودّ أنه طلقها. (وَتَخْشَى النَّاسَ) ، قال ابن عباس والحسن : تستحييهم. وقيل : تخشى لائمة الناس أن يقولوا أمر رجلا بطلاق امرأته ثم نكحها. (وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ).
قال [ابن](٢) عمر وابن مسعود وعائشة : ما نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم آية هي أشد عليه من هذه الآية.
[١٧١٤] وروي عن مسروق قال : قالت عائشة : لو كتم النبي صلىاللهعليهوسلم شيئا مما أوحي إليه لكتم هذه الآية : (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ).
[١٧١٥] وروى سفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان قال : سألني علي بن الحسين زين العابدين ما يقول الحسن (٣) في قوله : (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ)؟ قلت : يقول لما جاء زيد إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله إني أريد أن أطلق زينب فأعجبه ذلك ، [ثم قال](٤) : أمسك عليك زوجك واتق الله ، فقال علي بن الحسين : ليس كذلك بل كان الله تعالى قد أعلمه أنها ستكون من أزواجه وأن زيدا سيطلقها ، فلما جاء زيد وقال إني أريد أن أطلقها قال له : أمسك عليك زوجك ، فعاتبه الله وقال لم قلت أمسك عليك زوجك وقد أعلمتك أنها ستكون من أزواجك.
__________________
[١٧١٤] ـ صحيح. أخرجه مسلم ١٧٧ ح ٢٨٨ والترمذي ٣٢٠٨ والنسائي في «التفسير» ٤٢٨ وأحمد ٦ / ٢٤١ والطبري ٢٨٥٢٢ من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة مختصرا.
ـ وأخرجه الترمذي ٣٢٠٧ من طريق داود بن الزبرقان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة به مطوّلا.
ـ وإسناده ضعيف جدا له علتان : الأولى داود بن الزبرقان متروك الحديث. والثانية : الشعبي ، وهو عامر بن شراحيل عن عائشة منقطع.
ـ وضعفه الترمذي بقوله : غريب.
ـ وله شاهد من حديث أنس أخرجه البخاري ٧٤٢٠.
ـ وله شاهد من مرسل الحسن أخرجه الطبري ٢٨٥١٨.
[١٧١٥] ـ ذكره عن ابن عيينة تعليقا ، ومع ذلك فيه علي بن زيد ضعيف ، لكن وصله الطبري.
ـ فقد أخرجه الطبري ٢٨٥٢١ من طريق سفيان بن عيينة به مختصرا ، وهو استنباط بديع ، وفهم دقيق لعلي بن الحسن رضي الله عنهما.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيد في المطبوع.
(٣) هو البصري شيخ ابن جدعان ، وإمام التابعين.
(٤) في المطبوع «فقال».