(وَالْخاشِعاتِ) ، وقيل : أراد به الخشوع في الصلاة ومن الخشوع أن لا يلتفت ، (وَالْمُتَصَدِّقِينَ) ، ممّا رزقهم الله ، (وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ) ، عمّا لا يحل ، (وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ) ، قال مجاهد : لا يكون العبد من الذاكرين لله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا.
[١٧١١] وروينا أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : سبق المفردون ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله؟ قال : «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات».
قال عطاء بن أبي رباح من فوض أمره إلى الله عزوجل فهو داخل في قوله : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ) ، ومن أقرّ بأن الله ربّه ومحمدا رسوله ولم يخالف قلبه لسانه فهو داخل في قوله : (وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) ، ومن أطاع الله في الفرض والرسول في السنة فهو داخل في قوله : (وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ) ، ومن صان نفسه عن الكذب فهو داخل في قوله : (وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ) ، ومن صبر على الطاعة وعن المعصية وعلى الرزية فهو داخل في قوله : (وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ) ، ومن صلى فلم يعرف منعن يمينه وعن يساره فهو داخل في قوله : (وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ) ، ومن تصدق في كل أسبوع بدرهم فهو داخل في قوله : (وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ) ، ومن صام من كل شهر الأيام (١) البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فهو داخل في قوله : (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ) ، ومن حفظ فرجه عمّا لا يحل فهو داخل في قوله : (وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ) ، ومن صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قوله : (وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ) ، (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).
(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (٣٦) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً (٣٧))
قوله تعالى : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) ، الآية.
[١٧١٢] نزلت في زينب بنت جحش الأسدية وأخيها عبد الله بن جحش وأمها أمية بنت عبد المطلب
__________________
[١٧١١] ـ تقدم في تفسير سورة العنكبوت عند آية : ٤٥.
[١٧١٢] ـ لم أره بهذا اللفظ. وأخرجه الدار قطني ٣ / ٣٠١ من حديث زينب بأتم منه.
ـ وإسناده ضعيف ، فيه كميت بن زيد عن مذكور مولى زينب ، ولم أجد لها ترجمة.
ـ وله شاهد من حديث ابن عباس.
أخرجه الطبري ٢٨٥١٣ وفيه عطية العوفي واه.
ـ وكرره الطبري ٢٨٥١٦ من وجه آخر ، وفيه ابن لهيعة ضعيف.
ـ وله شاهد من مرسل قتادة.
أخرجه عبد الرزاق في «التفسير» ٣٣٤٥ والطبري ٢٨٥١٥.
ـ وله شاهد من مرسل مجاهد : ـ
(١) في المطبوع «أيام».