أن يبيعهم جسده ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا حاجة لنا في جسد وثمنه فشأنكم به فخلّى بينهم وبينه](١) [قالت عائشة أم المؤمنين : كنا يوم الخندق في حصن بني حارثة ، وكان من أحرز حصون المدينة ، وكانت أم سعد بن معاذ معنا في الحصن وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب ، فمرّ سعد بن معاذ وعليه درع مقلّصة ، قد خرجت منها ذراعه كلها ، وفي يده حربة وهو يقول شعر :
لبث قليلا يدرك الهيجا حمل |
|
لا بأس بالموت إذا حان الأجل |
فقالت له أمه : الحق يا بني فقد والله أخرت (٢) ، قالت عائشة فقلت لها : يا أم سعد والله لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي ، قالت : وخفت عليه حيث أصاب السهم منه ، قالت : فرمي سعد يومئذ بسهم وقطع منه الأكحل ، رماه حبّان (٣) بن قيس العرقة أحد بني عامر بن لؤي ، فلما أصابه قال : خذها وأنا ابن العرقة ، فقال سعد : عرّق الله وجهك في النار ، ثم قال سعد : اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إليّ من أن أجاهدهم من قوم هم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه ، وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة ولا تمتني حتى تقرّ عيني من بني قريظة وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية](٤).
[١٦٨٦] وقال محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد قال : كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع حصن حسان بن ثابت ، قالت : وكان حسان معنا فيه مع النساء والصبيان ، قالت صفية : فمرّ بنا رجل من اليهود فجعل يطيف بالحصن ، وقد حاربت بنو قريظة ، فقطعت ما بيننا وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم ، إذ أتانا آت ، قالت : فقلت يا حسان إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن وإني والله لم آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من يهود ، وقد شغل عنّا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، فانزل إليه فاقتله ، فقال : يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا ، قالت : فلما قال لي ذلك ولم أر عنده شيئا اعجرت (٥) ، ثم أخذت عودا ونزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته ، فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن ، فقلت : يا حسان انزل إليه فاسلبه فإنه لم يمنعني (٦) من سلبه [إلا](٧) لأنه رجل ، قال : ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب.
[١٦٨٧] قالوا : أقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه فيما وصف الله تعالى من الخوف والشدة لتظاهر عدوهم
__________________
[١٦٨٦] ـ أخرجه البيهقي ٣ / ٤٤٢ ـ ٤٤٣ عن ابن إسحاق به ، وإسناده ضعيف ، ابن إسحاق مدلس ، وقد عنعن.
[١٦٨٧] ـ أخرجه البيهقي ٣ / ٤٤٥ ـ ٤٤٧ عن ابن إسحاق مرسلا.
(١) الفقرة الثالثة.
(٢) في المطبوع «أجزت».
(٣) تصحف في المطبوع «خباب».
(٤) الفقرة الرابعة.
(٥) أي شددت معجري ، وفي المخطوط. «احتجزت».
(٦) تصحف في المطبوع «يمنعون».
(٧) زيادة من المخطوط.