(وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ) ، يقال : إن الله لم يبعث نبيا بعد إبراهيم إلّا من نسله (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا) ، وهو الثناء الحسن فكل أهل الأديان يتولونه ، وقال السدي : هو الولد الصالح ، وقيل : هو أنه رأى مكانه في الجنة ، (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) ، أي في زمرة الصالحين. قال ابن عباس مثل آدم ونوح.
قوله تعالى : (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ) ، قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر : «أإنّكم» بالاستفهام ، وقرأ الباقون بلا استفهام ، واتفقوا على استفهام الثانية ، (لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) ، وهي إتيان الرجال ، (ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ).
(أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) ، وذلك أنهم كانوا يفعلون الفاحشة بمن يمرّ بهم من المسافرين ، فترك الناس الممر بهم ، وقيل : تقطعون سبيل النسل بإيثار الرجال على النساء ، (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) ، النادي والندى والمنتدى مجلس القوم ومتحدثهم.
[١٦٢٢] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو العباس بن سهل بن محمد المروزي أنا جدي لأمي أبو الحسن المحمودي أنا محمد بن إسحاق بن خزيمة أن بشر بن معاذ حدثهم أنا يزيد بن زريع أنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب عن أم هانئ قالت : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله : (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) ، قلت : ما المنكر الذي كانوا يأتونه؟ قال : «كانوا يحذفون أهل الطرق ويسخرون بهم».
وروي أنهم كانوا يجلسون في مجالسهم وعند كل رجل منهم قصعة فيها حصى فإذا مرّ بهم عابر سبيل حذفوه فأيهم أصابه كان أولى به (١). وقيل : إنه كان يأخذ ما معه وينكحه ويغرمه ثلاثة دراهم ، ولهم قاض بذلك ، وقال القاسم بن محمد : كانوا يتضارطون في مجالسهم. وقال مجاهد : كان يجامع بعضهم بعضا في مجالسهم. وعن عبد الله بن سلام قال : كان يبزق بعضهم على بعض. وعن مكحول قال : ان من أخلاق قوم لوط مضغ العلك وتطريف الأصابع بالحناء وحل الإزار والصفير والحذف
__________________
[١٦٢٢] ـ إسناده ضعيف جدا ، والمتن منكر.
ـ إسناده ضعيف جدا ، سماك بن حرب تغير حفظه بأخرة لذا ضعفه غير واحد ، وأبو صالح ضعفه غير واحد ، وتركه آخرون ، وهو ضعيف جدا ، روى عن ابن عباس تفسير موضوعا.
ـ أبو صالح اسمه باذام ، ويقال : باذان.
ـ وأخرجه الواحد في «الوسيط» ٣ / ٤١٨ من طريق بشر بن معاذ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الطبراني ٢٤ / (١٠٠١) من طريق يزيد بن زريع به.
ـ وأخرجه الترمذي ٣١٩٠ وأحمد ٦ / ٣٤١ و ٤٢٤ والطبري ١٢٧٧٤٣ والحاكم ٢ / ٤٠٩ والطبراني ١٤ / (١٠٠١) وابن أبي الدنيا في «المصت» ٢٨٢ من طرق عن أبي أسامة عن حاتم بن أبي صفيرة به.
ـ وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، إنما نعرفه من حديث حاتم عن سماك.
ـ وأخرجه الطيالسي ١٦١٧ والطبراني ٢٤ / (١٠٠٢) من طريق قيس بن الربيع عن سماك به.
ـ وأخرجه الطبري ٢٧٧٤٥ والطبراني ٢٤ / (١٠٠٠) من طريق أبو يونس القشيري عن سماك به.
ـ والخلاصة : الإسناد ضعيف جدا ، والمتن منك ، فإن المنكر المراد في الآية أعظم من حذف المارة والسخرية منهم ، بل يشمل اللوط وغيره.
(١) في المطبوع «بهم».