محمد بن إسماعيل ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو قال : سمعت عكرمة يقول : سمعت أبا هريرة يقول : إن نبي الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا : ما ذا قال ربكم؟ قالوا : الذي قال الحق وهو العلى الكبير ، فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا بعضهم فوق بعض ، ووصف سفيان بكفه فحرفها (١) وبدد بين أصابعه فيسمع [أحدهم](٢) الكلمة فيلقيها إلى من تحته ، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال : أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا ، فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء».
[١٢٣٣] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](٣) المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا محمد [حدثنا](٤) ابن أبي مريم ثنا الليث ثنا ابن جعفر عن محمد بن عبد الرحمن عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلىاللهعليهوسلم أنها سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر الذي قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحي إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم».
واعلم أن هذا لم يكن ظاهرا قبل مبعث النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يذكره شاعر من العرب قبل زمان النبي صلىاللهعليهوسلم ، وإنما ظهر في بدء أمره وكان ذلك أساسا لنبوته.
وقال يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق : إن أول من فزع للرمي بالنجوم هذا الحي من ثقيف وإنهم جاءوا إلى رجل منهم يقال له عمرو بن أمية أحد بني علاج وكان أهدى (٥) العرب فقالوا له : ألم تر ما حدث في السماء من القذف بالنجوم؟ قال : بلى فانظروا فإن كانت معالم النجوم التي يهتدى بها في البر والبحر وتعرف بها الأنواء من الصيف والشتاء لما يصلح الناس من معايشهم هي التي يرمى بها فهي والله طي الدنيا وهلاك الخلق الذين (٦) فيها ، وإن كانت نجوما غيرها وهي ثابتة على حالها فهذا الأمر أراده الله تعالى بهذا الخلق.
قال معمر قلت للزهري : أكان يرمى بالنجوم في الجاهلية؟ قال : نعم ، قلت : أفرأيت قوله تعالى :
__________________
ـ وأخرجه البخاري ٤٨٠٠ من طريق الحميدي به.
ـ وأخرجه البخاري ٤٧٠١ و ٧٤٨١ وأبو داود ٣٩٨٩ والترمذي ٣٢٢٣ وابن ماجه ١٩٤ وابن خزيمة في «التوحيد» ص ١٤٧ وابن حبان ٣٦ والبيهقي في «الدلائل» ٢ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦ وابن مندة في «الإيمان» ٧٠٠ من طرق عن سفيان به.
[١٢٣٣] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، محمد هو ابن يحيى الذهلي ، ابن أبي مريم هو سعيد بن الحكم ، ابن جعفر هو محمد.
ـ رواه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» ٣٢١٠ عن محمد بهذا الإسناد.
ـ وعلقه البخاري ٣٢٨٨ من طريق الأسود عن عروة به.
ـ وأخرجه البخاري ٥٧٦٢ و ٦٢١٣ و ٧٥٦١ ومسلم ٢٢٢٨ وعبد الرزاق ٢٠٣٤٧ وابن حبان ٦١٣٦ وأحمد ٦ / ٨٧ والبيهقي ٨ / ١٣٨ والبغوي في «شرح السنة» ٣١٥١ من طرق عن الزهري عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة بنحوه.
(١) تصحف في المطبوع «فحدقها».
(٢) زيد في المطبوع.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) سقط من المطبوع.
(٥) في المخطوط «أدهى».
(٦) في المطبوع و ـ ط «الذي».