وروى ابن جريج عن ابن (١) الزبير أنه وصف الدابة فقال : رأسها رأس الثور وعينها عين خنزير ، وأذنها أذن فيل وقرنها قرن أيل ، وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر ، وخاصرتها خاصرة هر ، وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير ، بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعا معها عصا موسى وخاتم سليمان ، فلا يبقى مؤمن إلّا نكتته في مسجده بعصا موسى نكتة بيضاء يضيء لها وجهه ، ولا يبقى كافر إلّا نكتت [في](٢) وجهه بخاتم سليمان فيسود لها وجهه ، حتى إن الناس يتبايعون في الأسواق : بكم يا مؤمن؟ بكم يا كافر ، ثم تقول لهم الدابة : يا فلان أنت من أهل الجنة ويا فلان أنت من أهل النار ، فذلك قوله عزوجل : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ) الآية.
[١٦٠٤] [أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني عقيل بن محمد الجرجاني](٣) الفقيه أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا البغدادي أنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري أنا أبو كريب أنا الأشجعي عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر قال : تخرج الدابة من صدع في الصفا كجري (٤) الفرس ثلاثة أيام وما خرج ثلثها.
[١٦٠٥] وبه عن محمد بن جرير الطبري قال : حدثني عصام بن روّاد بن أبي [حدثنا](٥) سفيان بن سعيد أنا منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم الدابة ، قلت : يا رسول الله من أين تخرج؟ قال : «من أعظم المساجد حرمة على الله ، بينما عيسى [عليه الصلاة والسلام](٦) يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضرب الأرض تحتهم وتنشق الصفا مما يلي المشعر ، وتخرج الدابة من الصفا أول ما يبدو (٧) منها رأسها ملمعة ذات وبر وريش ، لن يدركها طالب ولن يفوتها هارب ، تسمي الناس مؤمنا وكافرا ، أما المؤمن فتترك وجهه كوكبا دريا وتكتب بين عينيه مؤمن ، وأما الكافر تكتب بين عينيه. نكتة سوداء ، وتكتب بين عينية كافر».
وروي عن ابن عباس : أنه قرع الصفا بعصاه وهو محرم وقال ، إن الدابة لتسمع قرع عصاي هذه.
__________________
[١٦٠٤] ـ موقوف ضعيف. إسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي.
ـ وهو في «تفسير الطبري» ٢٧٠٩٤ عن أبي كريب بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه نعيم بن حماد ص ٤٠٣ من طريق فضيل بن مرزوق به لكن عن ابن عمرو ، وهو أشبه ، فإن هذا الأثر متلقى عن أهل الكتاب ، وابن عمر ما روى عن أهل الكتاب بخلاف ابن عمرو ، والله أعلم.
[١٦٠٥] ـ إسناده ضعيف لضعف رواد بن الجراح وبخاصة عن الثوري ، قال أحمد : لا بأس به ، إلّا أنه حدث عن سفيان بمناكير ، وقال البخاري : روّاد عن سفيان كان قد اختلط.
ـ وهو في «تفسير الطبري» ٢٧١٠٠ عن عصام بن روّاد بهذا الإسناد.
(١) في المخطوط «أبي» والمثبت عن المخطوط ـ أ ـ والمطبوع و «تفسير القرطبي» ١٣ / ٢٣٦.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) سقط من المخطوط ـ ب ـ.
(٤) في المطبوع «كجرس».
(٥) سقط من المطبوع.
(٦) زيادة عن المخطوط.
(٧) في المطبوع «يبدر».