عن عبيد الله بن عمر عن علي بن زيد (١) عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : قرأناها على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم سنتين : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) الآية ، ثم نزلت : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً) ، فما رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم فرح بشيء قط كفرحه بها وفرحه ب (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) (١) [الفتح : ١ ـ ٢].
(فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) ، فذهب جماعة إلى أن هذا التبديل في الدنيا. قال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد والسدي والضحاك : يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الأعمال في الإسلام ، فيبدلهم بالشرك إيمانا ويقتل المؤمنين قتل المشركين ، وبالزنا عفة وإحصانا. وقال قوم : يبدل الله سيئاتهم التي عملوها في الإسلام حسنات يوم القيامة ، وهو قول سعيد بن المسيب ومكحول ، يدل عليه ما :
[١٥٧٤] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنا الهيثم بن كليب أنا أبو عيسى الترمذي ثنا أبو عمار الحسين بن حريث (٢) ثنا وكيع ثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إني لأعلم آخر رجل يخرج من النار ، يؤتى به يوم القيامة فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه ويخبأ عنه كبارها ، فيقال [له](٣) عملت يوم كذا كذا وكذا وهو مقر لا ينكر وهو مشفق من كبارها ، فيقال أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة ، فيقول : ربّ إنّ لي ذنوبا ما أراها هاهنا» ، قال أبو ذر : لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ضحك حتى بدت نواجذه.
وقال بعضهم : إن الله عزوجل يمحو بالندم جميع السيئات ، ثم يثبت مكان كل سيئة حسنة.
(وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً (٧١) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً (٧٢) وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً (٧٣) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً (٧٤) أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً (٧٥) خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (٧٦) قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً (٧٧))
__________________
[١٥٧٤] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ وكيع هو ابن الجراح ، الأعمش هو سليمان بن مهران.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٥٦ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «شمائل الترمذي» ٢٢٩ عن أبي عمار بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ١٩٠ والترمذي ٢٥٩٦ وأحمد ٥ / ١٧٠ وابن حبان ٧٣٧٥ وأبو عوانة ١ / ١٦٩ ـ ١٧٠ وابن مندة في «الإيمان» ٨٤٧ ـ ٨٤٩ من طرق عن الأعمش به.
(١) تصحف في المطبوع «يزيد».
(٢) تحرف في المطبوع «فريت».
(٣) زيادة عن المخطوط.