عن الحسن : معناه سلموا عليهم ، دليله قوله عزوجل : (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) [القصص : ٥٥] ، قال الكلبي وأبو العالية : هذا قبل أن يؤمروا (١) بالقتال ، ثم نسختها آية القتال.
وروي عن الحسن البصري أنه كان إذا قرأ هذه الآية قال : هذا وصف نهارهم ، ثم قرأ (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) (٦٤) ، قال : هذا وصف ليلهم.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ) ، يقال لمن أدرك الليل : بات نام أو لم ينم ، يقال : بات فلان قلقا ، والمعنى يبيتون لربهم بالليل في الصلاة ، (سُجَّداً) ، على وجوههم ، (وَقِياماً) على أقدامهم. قال ابن عباس : من صلى بعد العشاء الآخرة ركعتين أو أكثر فقد بات لله ساجدا وقائما.
[١٥٦٩] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](٢) المليحي أنا أبو منصور محمد بن [محمد بن](٣) سمعان أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ، ومن صلى الصبح في جماعة كان كقيام ليلة» (٤).
(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (٦٥) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (٦٦) وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (٦٧) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (٦٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٠))
قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) (٦٥) ، يعني
__________________
[١٥٦٩] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.
ـ أبو نعيم هو الفضل بن دكين ، سفيان هو ابن سعيد الثوري.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٨٦ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن حبان ٢٠٥٩ من طريق حميد بن زنجويه بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه ابن خزيمة ١٤٧٣ وأبو عوانة ٢ / ٤ والبيهقي ١ / ٤٦٤ و ٣ / ٦٠ و ٦١ من طرق عن أبي نعيم به.
ـ وأخرجه مسلم ٦٥٦ وأبو داود ٥٥٥ والترمذي ٢٢١ وأحمد ١ / ٥٨ وعبد الرزاق ٢٠٠٨ وابن حبان ٢٠٥٨ وأبو عوانة ٢ / ٤ والبيهقي ٣ / ٦٠ و ٦١ من طرق عن سفيان به.
ـ وأخرجه الطبراني ١٤٨ من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه عثمان.
ـ وأخرجه أحمد ١ / ٥٨ من طريق محمد بن إبراهيم عن عثمان بن عفان.
ـ وأخرجه مسلم ٦٥٦ وابن حبان ٢٠٦٠ وأبو عوانة ٢ / ٤ من طريق عبد الواحد بن زياد عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان.
(١) في المطبوع «يؤمر».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) لفظ هذا الحديث مثبت من المخطوطتين ، و «شرح السنة» ، ولفظ المطبوع و «صحيح مسلم» مختلف.