محمد الحسين (١) بن محمد بن حليم (٢) ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه (٣) ثنا صدقة بن الفضل أنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن كعب القرظي عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن أبي سعيد الخدري قال : قيل يا رسول الله أنتوضأ من بئر بضاعة؟ وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الماء طهور لا ينجسه شيء».
(لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (٤٩) وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (٥٠) وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (٥١) فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً (٥٢) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (٥٣) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (٥٤))
قوله عزوجل : (لِنُحْيِيَ بِهِ) ، أي : بالمطر ، (بَلْدَةً مَيْتاً) ، ولم يقل ميتة لأنه رجع به إلى الموضع والمكان ، (وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً) [أي] نسقي من ذلك الماء أنعاما ، (وَأَناسِيَّ كَثِيراً) ، أي بشرا كثيرا ، والأناسي جمع أنسي ، وقيل جمع إنسان ، وأصله أناسين مثل بستان وبساتين ، فجعل الياء عوضا عن النون.
(وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ) ، يعني المطر مرة ببلده ومرة ببلد آخر. قال ابن عباس : ما من عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه في الأرض. وقرأ هذه الآية وهذا :
[١٥٦٦] كما روي مرفوعا «ما من ساعة من ليل أو نهار إلا والسماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء».
[١٥٦٧] وذكر ابن إسحاق وابن جريج ومقاتل وبلغوا به ، وابن مسعود يرفعه قال : «ليس من سنة بأمطر من أخرى ولكنّ الله قسم هذه الأرزاق فجعلها في السماء الدنيا في هذا القطر ينزل منه كل سنة بكيل معلوم ووزن معلوم ، وإذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك إلى غيرهم ، فإذا عصوا جميعا صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار». وقيل : المراد من تصريف المطر تصريفه وابلا وطلّا ورذاذا ونحوها. وقيل : التصريف راجع إلى الريح. (لِيَذَّكَّرُوا) أي ليتذكروا ويتفكروا في قدرة الله تعالى ، (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) ، جحودا ، وكفرانهم هو أنهم إذا مطروا قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا [معتقدين أن النوء هو الفعال](٤).
__________________
[١٥٦٦] ـ لم أقف عليه ، وأمارة الوضع لائحة عليه ، ففي فصل الصيف ، ربما ينقطع القطر أياما فلا تمطر السماء.
[١٥٦٧] ـ لا أصل له بهذا التمام ، لم أره مسندا ، وهو باطل وإن أهل الغرب يعصون الله كثيرا ، ومع ذلك يعطون من الخيرات والنعيم والأمطار ما لا يؤتاه أهل الإسلام ، فهو باطل بهذا التمام.
ـ وصدره أخرجه ابن الديلمي في «زهر الفردوس» ٤ / ٢٩ عن ابن مسعود مرفوعا وإسناده ضعيف فيه علي بن حميد وهو مجهول ، واستغربه الذهبي في «الميزان» ٣ / ١٢٦ جدا بعد أن أسنده من طريق ابن عساكر ، وورد عن ابن عباس موقوفا ، أخرجه الحاكم ٢ / ٤٠٣ وصححه على شرطهما ووافقه الذهبي ، وهو أصح من المرفوع.
(١) تصحف في المطبوع «الحسن».
(٢) تصحف في المطبوع «حكيم».
(٣) تصحف في المخطوط «المرجه».
(٤) زيادة عن المخطوط.