أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ أنا أبو يعلى ثنا محمد بن بكار ثنا أبو معشر عن سعيد يعني المقبري عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب جاءني ملك أن حجزته لتساوي الكعبة ، فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول إن شئت نبيا عبدا ، وإن شئت نبيا ملكا فنظرت إلى جبريل فأشار إليّ أن ضع نفسك ، [وفي رواية ابن عباس : فالتفت رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى جبريل كالمستشير له فأشار جبريل بيده أن تواضع](١) ، فقلت : نبيا عبدا» قالت (٢) : فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد ذلك لا يأكل متكئا يقول : «آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد».
قوله عزوجل : (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ) ، بالقيامة ، (وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) ، نارا مستعرة.
(إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) ، قال الكلبيّ والسدي : من مسيرة عام. وقيل : من مسيرة مائة سنة. وقيل : خمسمائة سنة.
[١٥٥٤] روي (٣) عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ بين عيني جهنّم مقعدا».
قالوا : وهل لها من عينين؟ قال : «نعم ألم تسمعوا قول الله تعالى : (إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ)».
وقيل : إذا رأتهم زبانيتها. (سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً) ، غليانا كالغضبان إذا غلى صدره من الغضب. (وَزَفِيراً) صوتا فإن قيل : كيف يستمع التغيظ؟ قيل : معناه رأوا وعلموا أن لها تغيظا وسمعوا لها زفيرا ، كما قال الشاعر :
__________________
ـ كذا قال رحمهالله والصواب أن إسناده ضعيف. قال الذهبي في «الميزان» ٤ / ٢٤٦ قال ابن معين : ليس بقوي ، وضعفه علي المديني ، وقال : كان يحدث عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب بأحاديث صالحة ، وكان يحدث عن المقبري ونافع بأحاديث منكرة ، وضعفه النسائي والدار قطني ، وقال البخاري وغيره : منكر الحديث.
[١٥٥٤] ـ ضعيف جدا. أخرجه الطبري ٢٦٢٨٧ عن خالد بن دريك عن رجل من الصحابة ، وإسناده ضعيف فيه أصبغ بن زيد ضعفه ابن سعد ، ووثقه ابن معين ، وله علة ثانية : خالد بن دريك روايته عن الصحابة ، مرسلة ، فالخبر واه ، وتواتر لفظ «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». والوهن في تمام الحديث مع لفظ «عينيّ جهنم».
(١) تنبيه : ما بين المعقوفتين أي رواية ابن عباس هي عند المصنف في «شرح السنة» ٣٥٧٨ وأبي الشيخ في «أخلاق النبي صلىاللهعليهوسلم» ٦١١ وإسناده لين من أجل محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، فإنه مقبول ، لكن يصلح حديثه في الشواهد.
ـ وأخرجه النسائي في «الكبرى» ٣٥٧٨ من طريق محمد بن عبد الله بن عباس عن أبيه.
ـ وللحديث شواهد منها :
ـ وحديث أبي أمامة وهو الحديث المتقدم ، إلا أنه شديد الضعف ، فلا فائدة منه.
ـ وحديث أبي هريرة أخرجه أحمد ٢ / ٢٣١ وأبو يعلى ٦١٠٥ والبزار ٦٤٦٢ وابن حبان ٦٣٦٥ وإسناده صحيح وذكره الهيثمي في «المجمع» ٩ / ١٨ وقال : ورجاله رجال الصحيح.
ـ وحديث ابن عمر أخرجه الطبراني ١٣٣٠٩ وإسناده ضعيف ، لضعف يحيى بن عبد الله البابلتي كما في «المجمع» ٨ / ٣٣٢ لكن يصلح شاهدا.
ـ ومرسل الزهري أخرجه ابن سعد ١ / ٢٨٨.
ـ ومرسل محمد بن عمير أخرجه المصنف في «شرح السنة» ٣٥٧٥.
ـ الخلاصة : هو حديث صحيح بمجموع طرقه وشواهده دون صدره إلى قوله «لتساوي الكعبة».
(٢) في المطبوع «قال».
(٣) في المطبوع «ثبت».