ورأيت زوجك في الوغى |
|
متقلدا سيفا ورمحا |
أي وحاملا رمحا. وقيل : سمعوا لها تغيظا أي : صوت التغيظ من التلهب والتوقد. قال عبيد بن عمير : تزفر جهنم يوم القيامة زفرة فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لوجهه.
(وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً) ، قال ابن عباس : يضيق عليهم الزج في الرمح ، (مُقَرَّنِينَ) ، مصفّدين قد قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال. وقيل : مقرنين مع الشياطين في السلاسل ، (دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً) ، قال ابن عباس : ويلا. وقال الضحاك : هلاكا.
[١٥٥٥] وفي الحديث : «إنّ أول من يكسى حلة من النار إبليس ، فيضعها على حاجبيه ويسحبها من خلفه وذريته من خلفه وهو يقول : يا ثبوراه ، وهم ينادون يا ثبورهم حتى يقفوا على النار فينادي (١) يا ثبوراه وينادون (٢) يا ثبورهم ، فيقال لهم : (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً) (١٤) ، قيل : أي هلاككم أكثر من أن تدعوا مرة واحدة فادعوا أدعية كثيرة.
(قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (١٥) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (١٦) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (١٧))
قوله عزوجل : (قُلْ أَذلِكَ) ، يعني الذي ذكرته من صفة النار وأهلها ، (خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً) ، ثوابا ، (وَمَصِيراً) ، مرجعا.
(لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً) (١٦) ، مطلوبا ، ذلك أن المؤمنين سألوا ربهم في الدنيا حين قالوا ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ، يقول : كان أعطى الله المؤمنين جنة خلد وعدا وعدهم على طاعتهم إيّاه في الدنيا ومسألتهم إياه ذلك. وقال محمد بن كعب القرظي : الطلب من الملائكة للمؤمنين وذلك قولهم : (رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ) [غافر : ٨].
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ) ، قرأ ابن كثير وأبو جعفر ويعقوب وحفص «يحشرهم» بالياء وقرأ الباقون بالنون ، (وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) ، قال مجاهد : من الملائكة والجن والإنس وعيسى وعزير. وقال
__________________
[١٥٥٥] ـ ضعيف ، أخرجه أحمد ٣ / ١٥٢ و ١٥٤ و ٢٤٩ وابن أبي شيبة ١٣ / ١٦٨ والبزار ٣٤٩٥ «الكشف» والطبري ٢٦٢٩٤ والخطيب ١١ / ٢٥٣ والواحدي في «الوسيط» ٣ / ٣٣٦ وأبو نعيم ٦ / ٢٥٦ من حديث أنس.
وإسناده ضعيف ، لضعف علي بن زيد ، وقد تفرد به.
وصححه السيوطي في «الدر» ٥ / ١١٧ فلم يصب.
وقال الهيثمي في «المجمع» ١٨٦١١ رجاله رجال الصحيح ، غير علي بن زيد ، وقد وثق.
وفيما قاله نظر ، إذ كان عليه أن يضعف علي بن زيد وقد ضعفه الجمهور ، وهو الذي استقر عليه ابن حجر في «التقريب» حيث قال : ضعيف ، وعبارة الهيثمي توهم أنه لم يضعف ، وقد وثقه بعضهم.
(١) في المطبوع «فينادون».
(٢) في المطبوع «وينادي».