عبادة : لو أتيت لكاع وقد تفخذها رجل لم يكن لي [أن](١) أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء ، فو الله ما كنت لآتي بأربعة شهداء حتى يفرغ من حاجته ويذهب ، وإن قلت ما رأيت إن في ظهري لثمانين جلدة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا معشر الأنصار ألا تسمعون ما يقول (٢) سيدكم»؟ قالوا : لا تلمه فإنه رجل غيور ما تزوج امرأة قط إلا بكرا ولا طلق امرأة له فاجترأ رجل منا أن يتزوجها ، فقال سعد : يا رسول الله بأبي أنت وأمي والله إني لأعرف أنها من الله وأنها حق ولكن عجبت من ذلك لما أخبرتك (٣) ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «فإن الله يأبى إلا ذلك» ، فقال صدق الله ورسوله [إنها حق](٤) ، قال : فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى جاء ابن عم له يقال له هلال بن أمية من حديقة له فرأى رجلا مع امرأته يزني بها ، فأمسك حتى أصبح فلما أصبح غدا إلى (٥) رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو جالس مع أصحابه ، فقال : يا رسول الله إني جئت أهلي عشاء فوجدت رجلا مع امرأتي ، رأيت بعيني وسمعت بأذني ، فكره رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما أتاه به وثقل عليه حتى عرف ذلك في وجهه ، فقال هلال : والله يا رسول الله إني لأرى الكراهية في وجهك مما أتيتك به ، والله يعلم إني لصادق وما قلت إلّا حقا وإني لأرجو أن يجعل الله لي فرجا ، فهمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بضربه [الحد](٦) فقال : واجتمعت الأنصار فقالوا ابتلينا بما قال سعد يجلد هلال وتبطل شهادته ، وإنهم لكذلك ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يريد أن يأمر بضربه [الحد](٧) إذ نزل عليه الوحي فأمسك أصحابه عن كلامه حين عرفوا أن الوحي قد نزل عليه ، حتى فرغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأمسكوا ، فأنزل الله عزوجل : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ) ، إلى آخر الآيات فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أبشر يا هلال فإن الله قد جعل لك فرجا ، فقال : لقد كنت أرجو ذلك من الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أرسلوا إليها» فجاءت فلما اجتمعا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم قيل لها [زوجك يرميك بالزنا](٨) فكذبت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب»؟ فقال هلال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي قد صدقت وما قلت إلّا حقا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «لا عنوا بينهما» ، فقيل لهلال : اشهد فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ، فقيل له عند الخامسة : يا هلال اتق الله فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، وإن عذاب الله أشد من عذاب الناس ، وإن هذه الخامسة هي الموجبة التي توجب عليك العذاب ، فقال هلال : والله لا يعذبني الله عليها كما لم يجلدني (٩) عليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فشهد الخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، ثم قال للمرأة : اشهدي فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ، فقال لها عند الخامسة ووقفها : اتقي الله فإن الخامسة موجبة [العذاب الله](١٠) وإن عذاب الله أشد من عذاب الناس فتلكأت ساعة وهمت بالاعتراف ثم قالت : والله لا أفضح قومي فشهدت الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ، ففرق رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينهما
__________________
ـ قلت : وداود ضعيف الرواية عن عباد.
ـ وأخرجه عبد الرزاق ١٢٤٤٤ من طريق معمر عن أيوب عن عكرمة مرسلا ، مع اختلاف فيه ، لكن لأكثر الحديث شواهد ، وبعضه منكر. والله أعلم.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «ما قال».
(٣) في المطبوع «أخبرك الله».
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) في المطبوع «على».
(٦) زيادة من المخطوط.
(٧) زيادة من المخطوط.
(٨) سقط من المطبوع.
(٩) في المطبوع «يحدني».
(١٠) زيادة من المخطوط.