وحفص (١) أربع شهادات» برفع العين على خبر الابتداء ، أي : فشهادة أحدهم التي تدرأ الحد أربع شهادات ، وقرأ الآخرون بالنصب أي : فشهادة أحدهم أن يشهد أربع شهادات بالله إنّه لمن الصادقين.
(وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ) (٧) ، قرأ نافع ويعقوب «أن» خفيفة وكذلك الثانية لعنة الله رفع ، ثم يعقوب قرأ «غضب» بالرفع ، وقرأ نافع «غضب» بكسر الضاد وفتح الباء على الفعل الماضي «الله» رفع ، وقرأ الآخرون «أن» بالتشديد فيهما ، «لعنة» نصب ، و «غضب» بفتح الضاد على الاسم ، «الله» جر ، وقرأ حفص عن عاصم «والخامسة» الثانية نصب ، أي ويشهد الشهادة الخامسة ، وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء وخبره في أن كالأولى ، وسبب نزول هذه الآية ما :
[١٤٩٤] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن ابن شهاب أن سهل بن سعد الساعدي أخبره أن عويمر العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري فقال له : يا عاصم أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه ، أم كيف يفعل؟ سل لي عن ذلك يا عاصم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فسأل عاصم رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن ذلك ، فكره رسول الله صلىاللهعليهوسلم المسائل وعليها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما رجع عاصم إلى أهله جاء عويمر فقال له : يا عاصم ما ذا قال لك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال عاصم لعويمر ، لم تأتني بخير ، قد كره رسول الله صلىاللهعليهوسلم المسألة التي سألته عنها ، فقال عويمر ، والله لا أنتهي حتى أسأله عنها ، فجاء عويمر ورسول الله صلىاللهعليهوسلم وسط الناس فقال : يا رسول الله أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قد أنزل فيك وفي صاحبتك فاذهب فأت بها» ، فقال سهل : فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما فرغا من تلاعنهما قال عويمر : كذبت عليها يا رسول الله أن أمسكتها فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال مالك قال ابن شهاب : فكانت تلك سنة المتلاعنين.
[١٤٩٥] وقال محمد بن إسماعيل أنا إسحاق أنا محمد بن يوسف أنا الأوزاعي أنا الزهري بهذا الإسناد
__________________
[١٤٩٤] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
أبو مصعب ، أحمد بن أبي بكر ، مالك بن أنس ، ابن شهاب محمد بن مسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» ٢٣٥٩ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «الموطأ» ٢ / ٥٥٦ ـ ٥٦٧ عن الزهري به.
ـ وأخرجه البخاري ٥٢٥٩ و ٥٣٠٨ ومسلم ١٤٩٢ وأبو داود ٢٢٤٥ والنسائي ٦ / ١٤٣ ـ ١٤٤ وأحمد ٥ / ٣٣٦ ـ ٣٣٧ والشافعي ٢ / ٤٤ وابن حبان ٤٢٨٤ والطبراني ٥٦٧٦ والبيهقي ٧ / ٣٩٨ و ٣٩٩ من طرق عن مالك به.
[١٤٩٥] ـ صحيح. أخرجه البخاري ٤٧٤٥ والدارمي ٢ / ١٥٠ وابن الجارود ٧٥٦ وابن حبان ٤٢٨٥ والطبراني ٥٦٧٧ والبيهقي ٧ / ٤٠٠ من طرق عن محمد بن يوسف به.
ـ وأخرجه أبو داود ٢٢٤٩ من طريق محمد بن يوسف مختصرا.
ـ وأخرجه البخاري ٤٢٣ و ٥٣٠٩ و ٧١٦٥ ومسلم ١٤٩٢ وأبو داود ٢٢٤٧ و ٢٢٤٨ و ٢٢٥١ وابن ماجه ٢٠٦٦ والطبراني ٥٦٧٤ والطحاوي ٣ / ١٠٢ والبيهقي ٧ / ٣٩٩ و ٤٠٠ من طرق عن الزهري عن سهل بن سعد بألفاظ متقاربة.
(١) زيد في المطبوع «ويعقوب» وفي كتاب القراءات «خلف» بدل «يعقوب».