قالوا : حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال : «هي النخلة» قال عبد الله فذكرت ذلك لعمر فقال : لأن تكون قلت هي النخلة كان أحب إلي من كذا وكذا.
وقيل الحكمة في تشبيهها بالنخلة من بين سائر الأشجار أن النخلة [من دون سائر الأشجار](١) أشبه الأشجار بالإنسان من حيث أنها إذا قطع رأسها يبست وسائر الأشجار تتشعب من جوانبها بعد قطع رءوسها ولأنها تشبه الإنسان في أنها لا تحمل إلا بالتلقيح ولأنها خلقت من فضل طينة آدم عليهالسلام.
[١٢١٧] ولذلك قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أكرموا عمتكم» قيل : ومن عمتنا؟ [يا رسول الله](٢) قال : «النخلة» (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
(وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ). وهي الشرك ، (كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) ، وهي الحنظل. وقيل : هي الثوم. وقيل : [هي](٣) الكشوث وهي العشقة ، (اجْتُثَّتْ) ، يعني اقتلعت ، (مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ) ، ثبات ، معناه وليس لها أصل ثابت في الأرض ولا فرع صاعد إلى السماء ، كذلك الكافر لا خير فيه ولا يصعد له قول طيب ولا عمل صالح.
قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) ، كلمة التوحيد وهي قول لا إله إلا الله (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ، يعني قبل الموت ، (وَفِي الْآخِرَةِ) ، يعني في القبر هذا قول أكثر المفسرين وقيل : في الحياة الدنيا عند السؤال في القبر ، وفي الآخرة عند البعث. والأول أصح.
[١٢١٨] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو الوليد ثنا شعبة أخبرني علقمة بن مرثد قال : سمعت سعد (٤) بن عبيدة عن البراء بن عازب أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله» ، فذلك قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ).
[١٢١٩] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبأنا عبد الغافر بن محمد أنبأنا محمد بن عيسى الجلودي أنبأنا
__________________
[١٢١٧] ـ ضعيف جدا. أخرجه أبو يعلى ٤٥٥ وأبو نعيم في «الحلية» ٦ / ١٢٣ وابن حبان في «المجروحين» ٣ / ٤٤ وابن الجوزي في «الموضوعات» ١ / ١٨٤ من حديث علي بلفظ «أكرموا عمتكم النخلة ، فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم ...».
ـ قال ابن الجوزي : لا يصح. مسرور بن سعيد منكر الحديث.
[١٢١٨] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو الوليد هو هشام بن عبد الملك ، شعبة هو ابن الحجاج.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٥١٤ بهذا الإسناد.
ـ رواه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» ٤٦٩٩ عن أبي الوليد به.
ـ وأخرجه البخاري ١٣٦٩ ومسلم ٢٨٧١ وأبو داود ٤٧٥٠ والترمذي ٣٢١٠ من طرق عن شعبة به.
وانظر الحديث الآتي.
[١٢١٩] ـ إسناده صحيح. مسلم هو صاحب الصحيح ، قد توبع هو ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
ـ رواه المصنف من طريق مسلم وهو في «صحيحه» ٢٨٧١ عن محمد بن بشار به.
ـ وأخرجه النسائي في «التفسير» ٢٨٤ وابن ماجه ٤٢٦٩ من طريق محمد بن بشار به.
وانظر الحديث المتقدم.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) تصحف في المطبوع «سعيد».