أنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي أنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي الأحوص عن أبي ذر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه».
وقيل : الخشوع في الصلاة هو جمع الهمة والإعراض عما سواها ، والتدبر فيما يجري على لسانه من القراءة والذكر.
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٥) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٧) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (٩) أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (١٠))
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (٣) قال عطاء عن ابن عباس : عن الشرك ، وقال الحسن : عن المعاصي. وقال الزجاج : عن كل باطل ولهو وما لا يحمد (١) من القول والفعل. وقيل : هو معارضة الكفار بالشتم والسب : قال الله تعالى : (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً) [الفرقان : ٧٢] ، أي : إذا سمعوا الكلام القبيح أكرموا أنفسهم عن الدخول فيه.
(وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) (٤) ، أي : للزكاة الواجبة مؤدّون ، فعبّر عن التأدية بالفعل لأنها (٢) فعل. وقيل : الزكاة هاهنا هو العمل الصالح ، أي : والذين هم للعمل الصالح فاعلون.
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) (٥) ، الفرج اسم يجمع سوأة الرجل والمرأة ، وحفظ الفرج التعفف عن الحرام.
(إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ) ، أي : من أزواجهم ، على بمعنى من. (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) ، «ما» في محل خفض يعني أو مما ملكت أيمانهم ، والآية في الرجال خاصة بدليل قوله : (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) والمرأة لا يجوز [لها](٣) أن تستمتع بفرج مملوكها. (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) ، يعني يحفظ فرجه إلا من امرأته أو أمته فإنه لا يلام على ذلك ، وإنما لا يلام فيهما إذا كان على وجه أذن فيه الشرع دون الإتيان في غير المأتي ، وفي حال الحيض والنفاس ، فإنه محظور وهو على فعله ملوم.
__________________
الأحوص عن أبي ذر ما حدث عنه غير الزهري ، وثقه بعض الكبار ، وقال ابن معين : ليس بشيء ، وقال ابن القطان : لا يعرف حاله ، وقال أبو أحمد الحاكم : ليس بالمتين عندهم ا ه.
ـ وقال الحافظ في «التقريب» : مقبول ، أي حيث يتابع ، ولم يتابع على هذا الحديث ، وهو غريب.
ـ وهو في «شرح السنة» ٦٦٣ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «سنن الترمذي» ٣٧٩ سعيد بن عبد الرحمن بهذا الإسناد.
ـ أخرجه أبو داود ٩٤٥ والنسائي ٣ / ٦ وابن ماجه ١٠٢٧ وأحمد ٥ / ١٥٠ وابن أبي شيبة ٢ / ٤١٠ ـ ٤١١ والحميدي ١٢٨ وابن حبان ٢٢٧٣ وابن الجارود ٢١٩ والبيهقي ٢ / ٢٨٤ من طرق عن سفيان به.
وأخرجه أحمد ٥ / ١٦٣ و ١٧٩ والطيالسي ٤٧٦ والمصنف في «شرح السنة» ٦٦٤ من طرق عن الزهري به.
وقال الترمذي : حديث أبي ذر حديث حسن!.
ـ والصواب أنه ضعيف ، ولم يتابع أبو الأحوص على هذا الحديث ، وحسنه الشيخ شعيب في «الإحسان» وفيه نظر ، فالرجل لم يرو عنه غير الزهري ، فهو على القاعدة مجهول العين ، ولم يرو سوى حديثين كما ذكر الذهبي في «الميزان»
(١) في المخطوط «يحل» وكذا في ـ ط ـ وفي المطبوع «يجمل» والمثبت عن «الوسيط» ٣ / ٢٨٤ للواحدي.
(٢) في المخطوط «لأنه».
(٣) زيادة عن المخطوط.