قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) أي : جادلوا في دينه وأمره والخصم اسم شبيه بالمصدر ، فلذلك قال : (اخْتَصَمُوا) بلفظ الجمع كقوله : (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) (٢١) [ص : ٢١] ، واختلفوا في هذين الخصمين.
[١٤٤٦] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا يعقوب بن إبراهيم أنا هشيم أنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عبادة قال : سمعت أبا ذر يقسم قسما أن هذه الآية : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة.
[١٤٤٧] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا حجاج بن منهال ثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت أبي قال أنا أبو مجلز عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ، قال قيس : وفيهم نزلت : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال : هم الذين بارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.
[١٤٤٨] قال محمد بن إسحاق خرج ـ يعني يوم بدر ـ عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة ودعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة عوف ومعوذ ابنا الحارث وأمهما عفراء ، وعبد الله بن رواحة فقالوا : من أنتم؟ فقالوا : رهط من الأنصار ، فقالوا : حين انتسبوا : أكفاء كرام ، ثم نادى مناديهم : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قم يا عبيدة بن الحارث ويا حمزة بن عبد المطلب ويا علي بن أبي طالب ، فلما دنوا قالوا من أنتم؟ فذكروا فقالوا : نعم أكفاء كرام فبارز عبيدة وكان أسن القوم عتبة ، وبارز حمزة شيبة ، وبارز علي الوليد بن عتبة ، فأما حمزة فلم يمهل أن قتل شيبة ، وعلي الوليد بن عتبة ، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتان كلاهما أثبت صاحبه ، فكرّ حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة
__________________
[١٤٤٦] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ هشيم هو ابن بشير ، أبو هاشم هو يحيى بن دينار ، أبو مجلز ، هو لا حق بن حميد.
ـ وهو في «شرح السنة» ٢٧٠١ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٣٩٦٩ عن يعقوب بن إبراهيم به.
ـ وأخرجه البخاري ٣٩٦٦ و ٣٩٦٨ ومسلم ٣٠٣٣ والنسائي في «التفسير» ٣٦١ وابن ماجه ٢٨٣٥ والطبري ٢٤٩٧٩ والواحدي في «أسباب النزول» ٦١٩ من طرق عن أبي هاشم به.
[١٤٤٧] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ سليمان والد المعتمر هو ابن طرخان ، أبو مجلز هو لا حق بن حميد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٧٤٤ عن حجاج بن منهال بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٣٩٦٥ والطبري ٢٤٩٧٨ والبيهقي في «الدلائل» ٣ / ٧٣ من طريقين عن أبي مجلز به.
وانظر الحديث المتقدم.
[١٤٤٨] ـ أخرجه البيهقي في «الدلائل» ٣ / ٧٢ عن ابن إسحاق عمن روى عنه قصة بدر ... فذكره.
ـ ولأصله شاهد موصول عن علي دون بعض ألفاظه.
ـ أخرجه أبو داود ٢٦٦٥ وأحمد ١ / ١١٧ والبيهقي في «الدلائل» ٣ / ٦٣ ـ ٦٤ و ٧١ من طريق أبي إسحاق عن حارثة بن مضرّب عن علي ، ورواية البيهقي وأحمد مطولة ، وليس في الحديث ذكر كلام عبيدة والشعر ، وفيه اختلاف يسير عن مرسل ابن إسحاق ، ورجال الإسناد ثقات كلهم.