الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن عبد الله بن الهادي عن محمد بن إبراهيم التيمي عن بسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر».
وقال قوم : إن داود وسليمان حكما بالوحي ، فكان حكم سليمان ناسخا لحكم داود ، وهذا القائل يقول لا يجوز للأنبياء الحكم بالاجتهاد لأنهم مستغنون عن الاجتهاد بالوحي ، وقالوا لا يجوز الخطأ على الأنبياء ، واحتج من ذهب إلى أن كل مجتهد مصيب بظاهر الآية وبالخبر حيث وعد الثواب للمجتهد على الخطأ ، وهو قول أصحاب الرأي وذهب جماعة إلى أنه ليس كل مجتهد مصيبا بل إذا اختلف اجتهاد مجتهدين في حادثة كان الحق مع واحد لا بعينه ، ولو كان كل واحد مصيبا لم يكن للتقسيم معنى.
وقوله عليهالسلام : «وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر» (١) ، لم يرد به أنه يؤجر على [الخطأ بل يؤجر على](٢) اجتهاده في طلب الحق لأن اجتهاده عبادة ، والإثم في الخطأ عنه موضوع (٣) إذا لم يأل جهده.
[١٤٣٢] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو اليمان أنا شعيب (٤) أنا أبو الزناد عن عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «كانت امرأتان معهما ابناهما فجاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت صاحبتها (٥) إنما ذهب بابنك ، وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى ، فخرجتا على سليمان وأخبرتاه فقال ائتوني بالسكين أشقه بينكما ، فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى».
قوله تعالى : (وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) ، أي وسخرنا الجبال والطير يسبحن مع داود إذا سبح ، قال ابن عباس : كان [داود](٦) يفهم تسبيح الحجر والشجر. وقال وهب : كانت الجبال تجاوبه بالتسبيح وكذلك الطير. وقال قتادة : يسبحن أي يصلين معه إذا صلى. وقيل : كان داود إذا فتر يسمعه الله تسبيح الجبال والطير لينشط في التسبيح ويشتاق إليه. (وَكُنَّا فاعِلِينَ) [يعني](٧) ما ذكر من التفهيم وإيتاء الحكم والتسخير.
__________________
ـ وأخرجه مسلم ١٧١٦ وأبو داود ٣٥٧٤ وابن حبان ٥٠٦١ وابن ماجه ٢٣١٤ والدار قطني ٤ / ٢١٠ و ٢١١ من طرق عن عبد العزيز به.
ـ وأخرجه البخاري ٧٣٥٢ ومسلم ١٧١٦ وأحمد ٤ / ١٩٨ و ٢٠٤ والدار قطني ٤ / ٢١١ والبيهقي ١٠ / ١١٨ و ١١٩ وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» ٢ / ٧١ من طرق عن يزيد بن الهاد به.
[١٤٣٢] ـ إسناده على شرط البخاري ومسلم.
ـ أبو اليمان هو الحكم بن نافع ، شعيب هو ابن أبي حمزة ، أبو الزناد عبد الله بن ذكوان الأعرج هو عبد الرحمن بن هرمز.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٣٤٢٧ و ٦٧٦٩ عن أبي اليمان بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ١٧٢٠ والنسائي ٨ / ٢٣٤ و ٢٣٥ و ٢٣٦ وأحمد ٢ / ٣٢٢ و ٣٤٠ وابن حبان ٥٠٦٦ والبيهقي ١٠ / ٢٦٨ من طرق عن أبي الزناد به.
(١) هو الحديث المتقدم.
(٢) سقط من المطبوع.
(٣) في المخطوط «موضع».
(٤) زيد في المطبوع «عن الزهري».
(٥) تصحف في المطبوع «فقال صاحبتهما».
(٦) زيادة عن المخطوط.
(٧) زيادة عن المخطوط.