قال كعب الأحبار : جعل كل شيء يطفئ عنه النار إلا الوزغ فإنه كان ينفخ في النار.
[١٤٢٧] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](١) المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عبيد (٢) الله بن موسى أو ابن سلام عنه (٣) أنا ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن سعيد بن المسيب عن أم شريك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمر بقتل الوزغ ، وقال : «كان ينفخ النار على إبراهيم».
(قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (٦٩) وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ (٧٠) وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ (٧١))
قال الله تعالى : (قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) (٦٩) ، قال ابن عباس لو لم يقل سلاما لمات إبراهيم من بردها ، ومن المعروف في الآثار أنه لم يبق يومئذ نار في الأرض إلا طفئت ، فلم ينتفع في ذلك اليوم بنار في العالم ، ولو لم يقل على إبراهيم بقيت ذات برد أبدا. قال السدي : فأخذت الملائكة بضبعي إبراهيم فأقعدوه على الأرض ، فإذا عين ماء عذب وورد أحمر ونرجس.
قال كعب : ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه ، قالوا : وكان إبراهيم في ذلك الموضع سبعة أيام.
قال المنهال بن عمرو : قال إبراهيم ما كنت أياما قط أنعم مني من الأيام التي كنت فيها في النار.
قال ابن يسار : وبعث الله ملك الظل في صورة إبراهيم فقعد فيها إلى جنب إبراهيم يؤنسه ، قال (٤) وبعث الله جبريل إليه بقميص من حرير الجنة وطنفسة فألبسه القميص وأقعده على الطنفسة وقعد معه يحدثه ، وقال جبريل : يا إبراهيم إن ربك يقول لك أما علمت أن النار لا تضر أحبائي ، ثم نظر نمرود وأشرف على إبراهيم من صرح له فرآه جالسا في روضة والملك قاعدا إلى جنبه وما حوله نار تحرق الحطب ، فناداه يا إبراهيم كبير إلهك الذي بلغت قدرته ، أن (٥) حال (٦) بينك وبين ما أرى ، يا إبراهيم هل
__________________
[١٤٢٧] ـ إسناده على شرط البخاري.
ـ ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز ، وابن سلام هو محمد.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣١٦٠ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٣٣٥٩ عن عبيد الله بن موسى به.
ـ وأخرجه مسلم ٢٢٣٧ ح ١٤٣ وأحمد ٦ / ٤٢١ والدارمي ٢ / ٨٩ وابن حبان ٥٦٣٤ والبيهقي ٥ / ٢١١ و ٩ / ٣١٦ من طرق عن ابن جريج به.
ـ وأخرجه البخاري ٣٣٠٧ ومسلم ٢٢٣٧ ح ١٤٢ والنسائي ٥ / ٢٠٩ وابن ماجه ٢٢٨ ، واحمد ٦ / ٤٦٢ وعبد الرزاق ٨٣٩٥ والحميدي ٣٥٠ وابن أبي شيبة ٥ / ٤٠١ والبيهقي ٥ / ٢١١ من طرق عن سفيان بن عيينة عن عبد الحميد به.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «عبد».
(٣) قال الحافظ في «الفتح» ٦ / ٣٩٤ : كأن البخاري شكّ في سماعه له من عبيد الله بن موسى ـ وهو من أكبر مشايخه ـ وتحقق أنه سمعه من محمد بن سلام عنه ، فأورده هكذا ، وقد وقع له نظير هذا في أماكن عديدة.
(٤) في المطبوع «قالوا».
(٥) في المطبوع «أي».
(٦) في المخطوط «حالت».