بعد أرض حوالي أرضهم [وبلادهم](١) ، أفلا يعتبرون؟ هذا قول ابن عباس وقتادة وجماعة.
وقال قوم : هو خراب الأرض معناه أو لم يروا أنا نأتي الأرض فنخربها ونهلك أهلها أفلا يخافون أن نفعل بهم ذلك؟
وقال مجاهد : هو خراب الأرض وقبض (٢) أهلها.
وعن عكرمة قال : قبض الناس. وعن الشعبي مثله.
وقال عطاء وجماعة : نقصانها موت العلماء ، وذهاب الفقهاء.
[١٢١٣] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا مالك عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم يقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».
وقال الحسن : قال عبد الله بن مسعود : موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب أهله.
وقال علي رضي الله عنه : إنما مثل الفقهاء كمثل الأكف إذا قطعت كف لم تعد. وقال سليمان : لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر ، فإذا هلك الأول قبل أن يتعلم الآخر هلك الناس.
وقيل لسعيد بن جبير : ما علامة هلاك الناس؟ قال : هلاك علمائهم. (وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) ، لا راد لقضائه ولا ناقض لحكمه ، (وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ).
(وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ، يعني : من قبل مشركي مكة ، والمكر : إيصال المكروه إلى الإنسان من حيث لا يشعر ، (فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً) ، أي : عند الله جزاء مكرهم.
وقيل : إن الله خالق مكرهم جميعا بيده الخير والشر وإليه النفع والضر ، [فلا يضر أحد أحدا إلا بإذنه](٣) ، (يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ).
قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو «الكافر» على التوحيد وقرأ الآخرون «الكافر» على الجمع. (لِمَنْ عُقْبَى
__________________
[١٢١٣] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، أبو أويس هو عبد الله بن عبد الله ، هشام بن عروة بن الزبير.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٤٧ بهذا الإسناد.
ـ رواه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» ١٠٠ عن إسماعيل بن أبي أويس به.
ـ وأخرجه مسلم ٢٦٧٣ والترمذي ٢٦٥٢ وابن ماجه ٥٢ وأحمد ٢ / ١٦٢ و ١٩٠ وابن حبان ٤٥٧١ من طرق عن هشام بن عروة به.
ـ وأخرجه البخاري ٧٣٠٧ ومسلم ٢٦٧٣ والطيالسي ٢٢٩٢ وأحمد ٢ / ٢٠٣ من طرق عن عروة به.
ـ وأخرجه مسلم ٢٦٧٣ ح ١٣ من طريق عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو به.
تنبيه : صحة الحديث لا يعني صحة ما ذهب إليه المصنف من تفسير الآية ، فإن الآية وسياقها لا يساعد ما ذهب إليه المصنف ، فإن الآية تخاطب كفار قريش آنذاك ، وأين العلماء حينئذ؟!!.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المخطوط «بنقص».
(٣) العبارة في المخطوط «فلا يضر مكر أحد إلّا بإذن الله».