قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً) (١٠٥).
[١٤١٩] قال ابن عباس سأل رجل من ثقيف رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : كيف تكون الجبال يوم القيامة فأنزل الله هذه الآية. والنسف هو القلع يعني يقلعها من أصلها ويجعلها هباء منثورا.
(فَيَذَرُها) ، أي يدع (١) أماكن الجبال من الأرض ، (قاعاً صَفْصَفاً) ، يعني أرضا ملساء مستوية لا نبات فيها ، والقاع ما انبسط من الأرض والصفصف الأملس.
(لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) (١٠٧) ، قال مجاهد : انخفاضا وارتفاعا. وقال الحسن : العوج ما انخفض من الأرض ، والأمت ما نشز من الروابي ، أي لا ترى واديا ولا رابية. قال قتادة : لا ترى فيها صدعا ولا أكمة.
(يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ) ، أي صوت الداعي الذي يدعوهم إلى موقف القيامة ، وهو إسرافيل ، وذلك أنه يضع الصور في فيه ، ويقول أيتها العظام البالية والجلود المتمزقة واللحوم المتفرقة هلموا إلى عرض الرحمن ، (لا عِوَجَ لَهُ) ، يعني لدعائه ، وهو من المقلوب يعني لا عوج لهم عن دعاء الداعي لا يزيغون عنه يمينا ولا شمالا ولا يقدرون عليه بل يتبعونه سراعا ، (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ) ، يعني سكتت وذلت وخضعت ووصف الأصوات بالخشوع والمراد أهلها ، (فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) ، يعني صوت وطء الأقدام إلى المحشر ، والهمس الصوت الخفي كصوت أخفاف الإبل في المشي. وقال مجاهد : هو تخافت الكلام وخفض الصوت.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : تحريك الشفاه من غير منطق.
(يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (١٠٩) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (١١٠) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (١١١) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (١١٢) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً (١١٣) فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (١١٤))
(يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ) ، يعني لا تنفع الشفاعة أحدا من الناس ، (إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ) ، يعني إلا من أذن له الله أن يشفع ، (وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً) ، يعني ورضي قوله. قال ابن عباس : يعني قال لا إله إلا الله ، فهذا يدل على أنه لا يشفع لغير (٢) المؤمن.
(يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) ، الكناية راجعة إلى الذين يتبعون الداعي ، أي يعلم الله ما بين أيديهم وما خلفهم وما خلفوا من أمر الدنيا. وقيل : ما بين أيديهم من [أمر](٣) الآخرة وما خلفهم من الأعمال ،
__________________
[١٤١٩] ـ ساقه المصنف تعليقا هاهنا ، وإسناده إلى ابن عباس أول الكتاب فله عدة أسانيد بعضها ضعيف ، وبعضها ضعيف جدا ، وبعضها الآخر حسن صحيح ، والظاهر أن هذا مما ورد بإسناد ساقط ، حيث تفرد المصنف به عند هذه الآية دون سائر أهل التفسير ، ولم أجده عند غيره ، فهو شبه موضوع.
(١) في المطبوع «يعني فيدع».
(٢) في المطبوع «غير».
(٣) زيادة عن المخطوط.