فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا (٤٣))
(أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) ، أي : ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة حين لا ينفعهم السمع والبصر ، أخبر أنهم يسمعون ويبصرون في الآخرة ما لم يسمعوا ولم يبصروا في الدنيا. قال الكلبي : لا أحد يوم القيامة أسمع منهم ولا أبصر حين يقول الله تعالى لعيسى : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ) [المائدة : ١١٦] الآية. (يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ، أي : في خطأ بيّن.
(وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) ، فرغ من الحساب وأدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، وذبح الموت.
[١٣٩٠] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عمر بن حفص بن غياث أنا أبي أنا الأعمش أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي مناد : يا أهل الجنة فيشرئبون (١) وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا؟ فيقولون : نعم هذا الموت ، وكلهم قد رآه [ثم ينادي : يا أهل النار فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا فيقولون : نعم هذا الموت ، وكلهم قد رآه](٢) فيذبح ، ثم يقول : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت» ثم قرأ : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٣٩).
[١٣٩١] ورواه أبو عيسى عن أحمد بن منيع عن النضر بن إسماعيل عن الأعمش بهذا الإسناد ، وزاد : «فلو لا أن الله تعالى قضى لأهل الجنة الحياة والبقاء لماتوا فرحا ، ولو لا أن الله تعالى قضى لأهل النار الحياة والبقاء لماتوا ترحا» (٣).
[١٣٩٢] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا
__________________
[١٣٩٠] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ الأعمش هو سليمان بن مهران ، أبو صالح اسمه ذكوان ، مشهور بكنيته.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٦٢ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٧٣٠ عن عمر بن حفص بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٨٤٩ وأحمد ٣ / ٩ وأبو يعلى ١١٧٥ والطبري ٢٣٧٣٣ والآجري في «الشريعة» ٩٥٥ والبيهقي في «البعث» ٥٨٤ من طرق عن الأعمش به.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٥٥٨ وأبو نعيم في «صفة الجنة» ١٠٦ من طريقين عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري.
ـ وفي الباب من حديث أبي هريرة عند أحمد ٢ / ٢٦١ و ٥١٣ وابن ماجه ٤٣٢٧ وابن حبان ٧٤٥٠ وانظر ما بعده.
[١٣٩١] ـ ضعيف بهذه الزيادة. أخرجه الترمذي ٣١٥٦ عن أحمد بن منيع به وقال : هذا حديث حسن صحيح.
قلت : فيه النضر بن إسماعيل ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال النسائي وأبو زرعة : ليس بالقوي. فالرجل غير حجة ، وقد زاد زيادة غريبة تدل على ضعفه ، والصحيح الحديث المتقدم.
[١٣٩٢] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم سوى معاذ بن أسد ، فقد تفرد عنه البخاري ؛ عبد الله هو ابن المبارك ، زيد والد محمد هو ابن عبد الله بن عمر.
(١) في المطبوع «فيشرفون» والمثبت عن كتب الحديث و «شرح السنة».
(٢) سقط من المخطوط و ـ ط.
(٣) في المخطوط «حزنا».