(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) (١٠٣) ، يعني الذين أتبعوا أنفسهم في عمل يرجون به فضلا ونوالا فنالوا هلاكا وبوارا ، كمن يشتري سلعة يرجو بها (١) [نوالا و](٢) ربحا فخسر وخاب سعيه. واختلفوا فيهم ، فقال ابن عباس وسعد بن أبي وقاص : هم اليهود والنصارى. وقيل : هم الرهبان.
(الَّذِينَ) حبسوا أنفسهم في الصوامع. وقال علي بن أبي طالب : هم أهل حروراء (٣). (ضَلَّ سَعْيُهُمْ) ، بطل عملهم واجتهادهم ، (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) ، أي : عملا.
(أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ) ، بطلت ، (أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) ، أي لا نجعل لهم خطرا وقدرا ، تقول العرب : ما لفلان عندنا (٤) وزن أي قدر لخسته.
[١٣٨٠] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](٥) المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا أحمد عن محمد بن يوسف عن محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن عبد الله ثنا سعيد بن [أبي](٦) مريم أنبأنا المغيرة [حدثني أبو](٧) الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «[إنه](٨) ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة» ، وقال : [اقرءوا](٩) (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً).
قال أبو سعيد الخدري : يأتي أناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم (١٠) في العظم كجبال تهامة ، فإذا وزنوها لم تزن شيئا ، فذلك قوله تعالى : (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً).
(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً (١٠٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (١٠٧) خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً (١٠٨) قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (١٠٩) قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (١١٠))
(ذلِكَ) الذي ذكرت من حبوط أعمالهم وخسة أقدارهم (١١) ، ثم ابتدأ فقال : (جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي) ، يعني القرآن ، (وَرُسُلِي هُزُواً) ، أي : سخرية ومهزوءا بهم.
__________________
[١٣٨٠] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، محمد بن عبد الله هو محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي ، أبو مريم والد سعيد هو الحكم بن محمد ، المغيرة ، هو ابن عبد الرحمن أبو الزناد عبد الله بن ذكوان ، الأعرج عبد الرحمن بن هرمز.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٢٢ بهذا الإسناد.
ـ وفي «صحيح البخاري» ٤٧٢٩ عن محمد بن عبد الله بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٧٨٥ والواحدي في «الوسيط» ٣ / ١٧٠ من طريق المغيرة به.
ـ وأخرجه البيهقي في «الشعب» ٥٦٧٠ والواحدي ٣ / ١٧٠ من وجه آخر عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعا.
(١) في المطبوع «عليها».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) تصحف في المخطوط «حوراء».
(٤) في المطبوع و ـ ط «عندي».
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) زيادة عن المخطوط.
(٧) في المطبوع و ـ ط «عن أبي».
(٨) زيادة عن المخطوط وكتب التخريج.
(٩) زيادة عن المخطوط وكتب التخريج.
(١٠) في المخطوط «عندكم».
(١١) في المخطوط «قدرهم».