طلبوا لفعل ، ولكن الله لا ينزل الآيات على ما يقترحه البشر ، وما أنا إلّا بشر وليس ما سألتم من (١) طوق البشر.
واعلم أن الله تعالى قد أعطى النبي صلىاللهعليهوسلم من الآيات والمعجزات ما يغني عن هذا كله ، مثل القرآن وانشقاق القمر وتفجير العيون من بين الأصابع وما أشبهها ، والقوم عامتهم كانوا متعنتين لم يكن قصدهم طلب الدليل ليؤمنوا ، فردّ الله عليهم سؤالهم.
(وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلاَّ أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً (٩٤) قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً (٩٥) قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (٩٦) وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً (٩٧))
قوله عزوجل : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا) ، جهلا منهم ، (أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً) ، أراد أن الكفار كانوا يقولون لن نؤمن لك لأنك بشر ، وهلا بعث الله إلينا ملكا فأجابهم الله تعالى :
(قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ) ، مستوطنين مقيمين ، (لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً) ، من جنسهم لأن القلب إلى الجنس أميل منه إلى غير الجنس.
(قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) ، أني رسوله إليكم ، (إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً).
(وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ) ، يهدونهم ، (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ).
[١٣٣٢] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا الحسين (٢) بن شجاع الصوفي المعروف بابن الموصلي أنبأنا أبو بكر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا حسين بن محمد ثنا شيبان (٣) عن قتادة عن أنس [بن مالك](٤) أن رجلا قال : يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه».
__________________
[١٣٣٢] ـ صحيح. جعفر بن محمد ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم. شيبان بن عبد الرحمن النحوي ، قتادة بن دعامة.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢١٠ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه النسائي في «الكبرى» ١١٣٦٧ وابن حبان ٧٣٢٣ وأبو نعيم في «الحلية» ٢ / ٣٤٣ من طرق عن الحسين بن محمد به.
ـ وأخرجه البخاري ٤٧٦٠ و ٦٥٢٣ ومسلم ٢٨٠٦ وأبو يعلى ٣٠٤٦ وأحمد ٣ / ٢٢٩ من طريق يونس بن محمد البغدادي عن شيبان به.
(١) في المطبوع «في».
(٢) تصحف في المطبوع «الحسن».
(٣) تصحف في المطبوع «سفيان».
(٤) زيادة عن المخطوط.