[١٣٢٩] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا قيس بن حفص ثنا عبد الواحد يعني ابن زياد ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله [بن مسعود](١) قال : بينا أنا أمشي مع النبي صلىاللهعليهوسلم في حرث المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه ، فمرّ بنفر من اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح ، وقال بعضهم : لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه ، فقال بعضهم : لنسألنه ، فقام رجل منهم فقال : يا أبا القاسم ما الروح؟ فسكت ، فقلت : إنه يوحى إليه فقمت فلما أنجى عنه ، وقال : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (٨٥) وفي رواية «وما أوتوا من العلم إلّا قليلا» قال الأعمش : هكذا في قراءتنا.
[١٣٣٠] وروي عن ابن عباس أنه قال : إن قريشا قد اجتمعوا وقالوا : إن محمدا نشأ فينا بالأمانة والصدق وما اتهمناه بكذب ، وقد ادعى ما ادعى ، فابعثوا نفرا إلى اليهود بالمدينة واسألوهم عنه [وأخبروهم بخبره وما ادعاه وانظروا ما يقولون في أمره](٢) فإنهم أهل كتاب فبعثوا جماعة إليهم ، فقالت اليهود : سلوه عن ثلاثة أشياء فإن أجاب عن كلها أو لم يجب عن شيء منها ، فليس بنبي ، وإن أجاب عن اثنين ولم يجب عن واحد فهو نبي فسلوه عن فتية فقدوا في الزمن الأول ما كان من أمرهم فإنه كان لهم حديث عجيب وعن رجل بلغ مشرق الأرض ومغربها وما خبره ، وعن الروح ، فسألوه ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أخبركم بما سألتم غدا» ولم يقل إن شاء الله ، فلبث الوحي ، قال مجاهد : اثنتي عشرة ليلة ، وقيل : خمسة عشر يوما. وقال عكرمة : أربعين يوما وأهل مكة يقولون : وعدنا محمد غدا وقد أصبحنا لا يخبرنا بشيء ، حتى حزن النبي صلىاللهعليهوسلم من مكث الوحي وشق عليه ما يقوله أهل مكة ، ثم نزل جبريل بقوله : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) [الكهف : ٢٣] ، ونزل في الفتية (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) (٩) ، ونزل فيمن بلغ المشرق والمغرب (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) ، ونزل في الروح (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي).
واختلفوا في الروح الذي وقع السؤال عنه ، فروي عن ابن عباس : أنه جبريل [عليهالسلام](٣) ، وهو قول الحسن وقتادة ، وروي عن علي [رضي الله عنه](٤) أنه قال : [هو](٥) ملك له سبعون ألف وجه
__________________
[١٣٢٩] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
ـ الأعمش هو سليمان بن مهران ، إبراهيم هو ابن يزيد النخعي ، علقمة هو ابن الأسود.
ـ رواه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» ١٢٥ عن قيس بن حفص بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٤٧٢١ و ٦٤٦٢ و ٧٢٩٧ ومسلم ٢٧٩٤ والترمذي ٣١٤٠ وأحمد ١ / ٤١٠ و ٤٤٤ وأبو يعلى ٥٣٩٠ والطبري ٢٢٦٧٦ والواحدي في «أسبابه» ٥٨٨ من طريق عن الأعمش به.
[١٣٣٠] ـ ضعيف. أخرجه البيهقي في «الدلائل» ٢ / ٢٦٩ ـ ٢٧١ من طريق ابن إسحاق قال : حدثني رجل من أهل مكة ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مطوّلا.
ـ وذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٥٩٠ نقلا عن المفسرين بنحوه.
ـ وفي «الوسيط» ٣ / ١٢٥ عن ابن عباس بدون إسناد.
ـ وهو بهذا اللفظ ضعيف.
ـ أما السؤال عن الروح فقد صح من حديث ابن مسعود وهو الحديث المتقدم.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) زيادة عن المخطوط.